في ظل ما تشهده بعض المناطق من نشاط زلزالي متزايد، أصبحت التوعية بثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية، وعلى رأسها الزلازل، ضرورة ملحة لضمان سلامة الأفراد وتقليل الخسائر، ويُعد إعداد الأجيال الناشئة لمواجهة مثل هذه الكوارث جزءًا أساسيًا من منظومة الأمن المجتمعي، حيث تُسهم برامج التوعية في تعزيز المعرفة بالإجراءات الوقائية والسلوكيات الصحيحة أثناء وبعد وقوع الزلزال.
أعداد الطلاب لمواجهة الأزمات
ومن هذا المنطلق، أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة لـ “لبورصجية“، أن إعداد الطلاب لمواجهة الأزمات يعد من الأهداف التربوية الأساسية، حيث تعتبر المدرسة المكان الذي يهيئ الطالب للحياة والمستقبل، موضحاَ أن من الضروري أن يتعلم الطالب كيفية التكيف والنمو والازدهار في بيئته، وبالتالي فإن تدريب الطلاب على مواجهة الكوارث الطبيعية لا يقتصر فقط على حماية أنفسهم، بل يمتد ليشمل المساهمة في توعية المجتمع وتقديم الدعم اللازم وقت الحاجة.
وأشار الدكتور حجازي إلى أن دمج المعلومات المتعلقة بالسلامة ومواجهة الأزمات ضمن المناهج التعليمية أمر ممكن وضروري، مشيرًا إلى إمكانية تقديم هذه المعلومات كمنهج مستقل كما حدث في التسعينات، وأوضح أن المنهج المستقل يمتاز بقدرته على جذب اهتمام الطلاب وإشباع فضولهم، حيث يمكن تضمينه معلومات علمية حول أسباب الزلازل وكيفية حدوثها، بالإضافة إلى طرق المواجهة وإجراءات السلامة، وأضاف أن المناهج التعليمية الحالية لا تقدم تفسيرًا كافيًا لحدوث مثل هذه الكوارث، ولا تحتوي على النصائح والإرشادات الضرورية للتعامل معها، مما يجعل الحاجة إلى منهج مستقل أمراً ملحًا.
دور الأسرة لتوعية الأبناء
وحول دور الأسرة، أكد الدكتور حجازي أنه يُعتبر مكملًا لدور المدرسة في حالة وجود منهج متخصص، أما في غياب هذا المنهج كما هو الحال الآن، فإن مسؤولية الأسرة تزداد، ويجب أن تبادر بتوعية الأبناء بإرشادات السلامة وكيفية الحفاظ على النفس أثناء وقوع الكوارث، مع توجيههم إلى المصادر الموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة.
ومن بين المصادر الموثوقة التي أوصى بها، المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بالإضافة إلى كتب توعية يمكن توافرها في مكتبة الأسرة، فضلاً عن التدريبات التي يقدمها المتطوعون، مع التأكيد على ضرورة التأكد من جودة المحتوى ومصداقيته لضمان الفائدة والسلامة.
