نُصّب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، ليعود في ولاية ثانية لقيادة البيت الأبيض وبحوزته حقيبة من السياسات التي تتفاوت ما بين التقليدية وأخرى لم تعهدها الأوساط السياسية والاقتصادية في رؤية الملياردير الشهير. وعلى رأس هذه السياسات إظهار ترامب تقاربًا شديدًا مع العملات المشفرة، في خطوة أكد أنها تهدف بشكل رئيسي لجعل الولايات المتحدة الأمريكية عاصمة عالمية لها.
وتعزيزًا لهذا التوجه، أطلق ترامب وزوجته ميلانيا عملتيهما المشفرتين قبل تنصيبه بأيام قليلة، إذ نشر الرئيس الأمريكي على موقعه الإلكتروني “تروث سوشيال”، عملته المشفرة الجديدة، والتي حملت اسم “ميم”، وذلك خلال حفل في واشنطن جمع قادة صناعة العملات المشفرة والسياسيين، حيث نشر الموقع صورة للرئيس الأمريكي وهو يرفع قبضته، مع وصف العملة بأنها “الميم الرسمية الوحيدة لترامب”.
وأطلق رمز ترامب المشفر قبل تنصيبه بيومين، وجرى تداوله بأقل من 10 دولارات، لكنه ارتفع بسرعة، وبلغ ذروته عند 72.62 دولارا يوم التنصيب، ثم تراجع في اليوم التالي، إذ انخفض من 52.15 دولارا ليُتداول في نطاق 30 دولارا في وقت متأخر من اليوم.
وسيبدأ بيع الرموز المملوكة للمقربين من ترامب على مدار الأشهر الـ3 إلى الـ12 المقبلة، وسيكون من الممكن بيعها طوال فترة رئاسة ترامب التي تمتد لأربع سنوات.
مكاسب سريعة
وارتفعت قيمة العملة المشفرة الجديدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أكثر من 10 مليارات دولار في السوق، مع أول يوم لترامب في البيت الأبيض، كما ساعد هذا النهج المؤيدة للعملات المشفرة في رفع بيتكوين إلى مستوى قياسي جديد لفترة وجيزة.
وذكرت منصة تتبع أسعار العملات المشفرة “كوين جيكو”، بأن الرمز المميز، الذي يحمل العلامة التجارية “$ ترامب” سجل 33.88 دولارا في أحدث تداول.
كما أكد مشروع “ورلد ليبرتي فايننشال”، وهو مشروع تشفير منفصل مرتبط بترامب، في أول أيام الولاية الثانية للرئيس، أنه أكمل بيع رمز مميز أولي، وجمع 300 مليون دولار، وسيتطلع إلى إصدار رموز إضافية.
وبلغت بيتكوين -أكبر عملة مشفرة في العالم- رقما قياسيا جديدا بلغ 109 آلاف و71 دولارا في يوم التنصيب عندما أدى ترامب اليمين رئيسا للولايات المتحدة، قبل أن تقلص هذه المكاسب لاحقا لتسجل في أحدث تداول 101 ألف و867.40 دولارا.
انتقادات واسعة
وأثارت عملتا دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب (أطلقتها أول أمس الأحد) المشفرتان الجديدتان انتقادات من جانب مسؤولين تنفيذيين في قطاع العملات المشفرة، الذين كانوا يتوقعون تعاملًا أكثر جدية مع الصناعة من قبل الإدارة الجديدة، حسبما ذكرته وكالة بلومبيرج.
الارتفاع السريع في قيمة العملة جعلها واحدة من أكبر “ميم كوينات” سوق العملات المشفرة، وهي عملات تمثل لحظات فيروسية عبر الإنترنت. وتم تطوير “الميم كوينات” في البداية كنوع من المزاح داخل الصناعة، وهي تفتقر إلى نموذج تجاري أو تدفقات نقدية.
وحسب توقعات صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن تكون 80% من هذه الرموز مملوكة لشركة CIC ديجيتال، المرتبطة بمنظمة ترامب، ولشركة CIC التي تملكها أيضًا شركة “فايت فايت فايت” LLC، وفقًا لموقع العملة، وهو اسم يشير إلى محاولة اغتيال ترامب الصيف الماضي.
وقال نيك تومينو، وهو مستثمر، على موقع “إكس”: “امتلاك ترامب لـ80% من العملة وتوقيت الإطلاق قبل ساعات من التنصيب هو تصرف انتهازي، ومن المحتمل أن يتضرر كثيرون بسبب ذلك”.
ويأتي توسع اهتمام ترامب بالعملات المشفرة في الوقت الذي من المتوقع أن تبشر إدارته “بعصر ذهبي” للعملات المشفرة، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع التدقيق التنظيمي الذي شهدته الصناعة في عهد الرئيس السابق جو بايدن.