
انخفضت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات اليوم الجمعة لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من أربعة أسابيع، وسط تراجع الطلب على الملاذات الآمنة بفعل التهدئة الجيوسياسية، وترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية.
وبحسب تحليل “جولد بيليون”، فقد تراجع سعر أونصة الذهب بنسبة 1.3% ليسجل 3281 دولاراً بعد أن افتتح التداولات عند 3325 دولاراً، ليتداول حالياً قرب 3284 دولاراً للأونصة. وعلى هذا المسار، يتجه المعدن الأصفر لتسجيل خسائر أسبوعية تصل إلى 2.5%، هي الثانية على التوالي.
أسباب الهبوط: تهدئة سياسية وتراجع المخاوف
أوضح تقرير “جولد بيليون” أن السبب الرئيسي للتراجع الحاد في أسعار الذهب يعود إلى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، والذي أنهى 12 يوماً من التصعيد العسكري غير المسبوق، ما دفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب كملاذ آمن.
يُضاف إلى ذلك تقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد تصريحات مسؤول أمريكي بشأن اتفاق لتسريع شحنات المعادن النادرة، مما عزز من شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
ورغم تراجع الدولار الأمريكي لليوم الخامس على التوالي، وهو عامل تقليدي يدعم أسعار الذهب، إلا أن ضعف الطلب على المعدن دفعه لمزيد من الهبوط، خاصة بعد فشل الذهب في اختراق مقاومة 3350 دولاراً يوم أمس، وكسره مستويات دعم متتالية عند 3325 ثم 3300 دولاراً.
المشهد المحلي: الذهب المصري يتأثر سلبًا
في السوق المحلية، واصل الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – تراجعه ليُتداول عند 4650 جنيهًا للجرام، بعدما افتتح تعاملات اليوم عند 4640 جنيهًا، متأثرًا بهبوط السعر العالمي وتراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بعد إعلان وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
ويرى محللو “جولد بيليون” أن انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه قلّل من تكلفة تسعير الذهب المحلي، في ظل مؤشرات على استقرار السوق وتقليل عمليات خروج الأموال الساخنة، مما انعكس على تراجع الطلب على الدولار محلياً.
ترقب بيانات التضخم الأمريكي
الأسواق تنتظر اليوم صدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة – المؤشر المفضل للفيدرالي الأمريكي لقياس التضخم – للحصول على مؤشرات حول اتجاه السياسة النقدية.
وكان جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، قد أبدى حذرًا خلال شهادته أمام الكونغرس هذا الأسبوع بشأن خفض الفائدة، محذرًا من استمرار ضغوط التضخم، خصوصًا في ظل السياسات التجارية. هذا الحذر، بحسب مراقبين، يساهم في تقليص جاذبية الذهب كأداة تحوط في الوقت الحالي.
وفي سياق متصل، أثارت تسريبات بشأن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبدال “باول” في سبتمبر المقبل، قلقًا بشأن مستقبل استقلالية البنك المركزي، ما يزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي.