أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أهمية قيام المنابر الإعلامية والصحفية بتوعية الأجيال الشابة بالعصور الذهبية للأجيال العربية-العربية، بحيث يتم تخصيص ندوة أو مجموعة تحقيقات عن تاريخ العلاقات العربية-العربية بما يخدم تعريف الشباب بالمواقف العربية المشرفة وتسليط الضوء على هذا التاريخ العظيم بما يسهم في تعزيز وتقوية العلاقات العربية.
جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف خلال حفل تكريم خريجي الدورة العلمية المتخصصة الثامنة لـ19 من أئمة ووكلاء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الجزائر، التي استضافتها أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات. حسب ما نشرت ا ش ا.
وجرت فعاليات الحفل الذي أقيم بمسجد النور بالعباسية بحضور الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، والأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية.
وقال وزير الأوقاف إن الدورة العلمية التي أقيمت للأشقاء الجزائريين تأتي في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، وقد مثلت الدورة لقاءً متميزا وفريدا جاء بعد جولة طويلة قضاها المتدربون مع ما يتصل بقضايا الفكر الإسلامي والتجديد.. واطلعوا خلالها أيضا على الأطلس الوقفي والذي عني بحصر وتوثيق الأوقاف بصورة علمية حديثة ممنهجة باسم الوقف وصاحبه ونوعه وحدوده وإسقاطه مساحيا في أطلس فريد من نوعه بلغ 92 مجلدا.
وشدد وزير الأوقاف على العوامل والقواسم المشتركة بين مصر والجزائر منذ دخول الإسلام في كلا البلدين، والانتماء للقارة الإفريقية والأمة العربية والإسلامية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، لافتا إلى أنه في كل منتدى دولي نجد قاسما مشتركا بين الشعبين المصري والجزائري، والتاريخ النضالي المشترك للشعبين يدعونا لتعميق هذه العلاقة.
من جانبه، تحدث الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن القواسم المشتركة بين الشعبين المصري والجزائري، مؤكدًا أن السمات بينهما متاشبهة في الزي والعادات والملامح والثقافة.
وأفاد بأنه إذا انتقلنا إلى المستقبل نجد أن قضية الوعي قضية أساسية تشغل الشعبين، حيث انتشرت بعض الفتاوى التي تحرض على القتل والتطرف، وأن الإرهابيين ينقلون التجارب السيئة من مجتمع لآخر، وما هم إلا أدوات في أيدي جهات خارجية معادية، أما نحن فيحكمنا قانون وقضاء.
وأوضح أن الحفاظ على الأوطان واحترام الأديان من القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين، مشددا على أن حب الدين يعني حب الوطن، وهي قضية محسومة، أما تقسيم الناس ومحاولة فصل حب الدين عن حب الوطن هي محاولات فاشلة، مبيناً أن الخطر لم يعد فقط من الجماعات المتطرفة وإنما الخطر الأكبر يأتي من المنصات الأجنبية التي تنشر سمومها وثقافتها التي تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا وديننا.
بدوره، أكد الأستاذ علي حسن رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن علماء مصر والجزائر من وزارتي أوقاف البلدين يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتصدي للأفكار الهدامة التي تبث السموم في أفكار الشباب.
وأوضح في كلمته أن الأديان السماوية كلها وفي مقدمتها الدين الإسلامي جاءت من أجل أن نشر السلام والرحمة، مستشهدا بقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فالرسول بعث ليواجه الفتن وينشر الأمن والسلام.
وأكد الأستاذ علي حسن أن العلاقات المصرية الجزائرية نموذج يحتذى في العلاقات بين بلدين شقيقين، لا سيما في ظل القواسم المشتركة التي تجمع بين شعبي البلدين، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنذ توليه مهام الرئاسة يسعى بقوة ليس لتعزيز متانة العلاقات مع الجزائر فقط وإنما مع كافة الدول العربية.
ونوه إلى أن مصر والجزائر بل والمنطقة بأكملها عانت معاناة كبيرة من ويلات الإرهاب الأسود الذي نال من عدد كبير من دول المنطقة ولكن البلدين نجحا في القضاء على هذا الإرهاب والتصدي له لأن لكل منهما جيش وطني حمى الشعب من ويلات هذه الجماعات الإرهابية.
وقال إن “مصر تضع شهدائها في حدقات أعينها والرئيس السيسي يولي الشهداء عناية خاصة، أولئك الذين ضحوا بأرواحهم للقضاء على الإرهاب”.. مضيفا أن الإرهاب بكافة صورة وأشكاله عدو حقيقي للإسلام وإن كان يحرص دوما على ارتداء عباءة الإسلام الذي هو منه براء.
وأكد أن حماية المساجد والكنائس ودور العبادة هي فرض على كافة أبناء الوطن، وأن الجماعات الإرهابية أرادت بث السموم ونشر الفتنة الطائفية لكن الشعب المصري تصدى لهذه الفتنة.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية أثارت الفتن الطائفية في الدول العربية من حولنا وظلت هذه الفتن تنمو وتتزايد ويدعي كل طرف من الأطراف أن لها علاقة بالأديان السماوية.. وازدادت هذه الفتن حتى أدت في النهاية إلى حروب طائفية أسفرت عن ضعف مؤسسات هذه الدول وأحدثت ضررا بالغا بأمنها واستقرارها.
وشدد على أن هذه الأمور كلها تدفع بالعلماء إلى ضرورة بذلك المزيد من التوعية بمخاطر الإرهاب وتحصين الشباب من هذه الفتن والرد على كل الأفكار الهدامة والتأكيد على أن الإسلام دين ينشر الأمن والسلام والاستقرار، ونؤكد أننا في مصر على قلب رجل واحد وسنظل خلف قائدنا وجيشنا العظيم ونحن معهم لنكمل مسيرة البناء والتنمية.
وطالب العلماء بالحرص على ألا يعتلي منابر المساجد وألا يفتي الناس في شؤونهم إلا المؤهلين علميا لهذا الأمر .. قائلا: “من خلال نشر علماء الدين للوعي سيعم الأمن والاستقرار في ربوع أوطاننا، وسيتحقق لعالمنا العربي مستقبل وحاضر أفضل”.
كما استهل الأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، كلمته بأبيات من النشيد الوطني الجزائري، مؤكدًا أن هذه الأبيات تعد علامة خالدة ونقطة مضيئة في مسيرة علاقات الدولتين الشقيقتين حيث امتزجت كلمات شاعر الجزائر الكبير مفدي زكريا، بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، فكان النتاج أنشودة أكثر روعة، لافتا إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن الشاعر الكبير مفدي زكريا قد كتب هذه القصيدة بدمائه أثناء وجوده في السجن مكافحا الاستعمار الفرنسي آنذاك.
وتطرق إلى دور إذاعة القران الكريم، مبينا أنها تحرص على تقديم الإسلام السمح تفسيرا وشرحا من خلال البرامج المقدمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والأزهر والإفتاء.
وأفاد بأن إذاعة صوت العرب قد شاركت الجزائر كفاحها ونضالها ضد الاستعمار، مشيرا إلى أن مصر تمتلك مخزونا استراتيجيا غير موجود بالعالم كله للبرامج التي أذيعت في “صوت العرب” في هذه الفترة لكل من شارك فيها سواء من دولة الجزائر أو غيرها من الدول العربية، وقد تم عرضها على وزارة الإعلام الجزائرية لأن هذا تاريخ للعرب جميعاً وليس مصر وحدها.
وتم في نهاية الحفل تكريم المشاركين في الدورة من أئمة وعلماء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجزائرية وأيضا تكريم مجموعة من الأئمة المصريين.