سلايدرصحة و مرأةملفات وحوارات

خبيرة تضع روشتة للتعامل مع الطفل.. التهيئة النفسية للمدرسة أهم من “السبلايز”

لا تقتصر خطوات تهيئة الطفل للمدرسة على تحضير الحقيبة المدرسية وشراء الزي المدرسي  والسبلايز، بل على الأهل مراعاة الجوانب النفسية التي تتطلب منهم غرس الطاقة الإيجابية في نفس الطفل، وخصوصاً إن كانت السنة الأولى للطفل لخوض هذه التجربة المهمة في حياته.

في حوار خاص مع “البورصجية” تجيب بسمة فاروق أخصائية الصحة النفسية، على كيفية استقبال العام الدراسي الجديد، وخطوات تهيئة الطفل لليوم الدراسي…

 

_ ما هي النصائح التي تهيئ الطفل لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

يعتبر الحوار مع الطفل من أهم الوسائل التي من شأنها التأثير بشكل إيجابي عليه وفي فترة قصيرة، لذا على الأهل التطرق للحديث بشكلٍ ممتع عن اقتراب موعد المدرسة، وتذكيره بالأنشطة الممتعة التي تقام فيها والرحلات المدرسية، وإيصال الطفل لمرحلة عد الأيام حتى يوم بدء المدرسة.

كما يجب على الأباء التأكيد على أهمية التعليم ودور المدرسة في بناء الإنسان، مع تعظيم وجودها في حياة الأطفال، مع مراعة عدم التطرق للحديث بشكل سلبي عن الدراسة والمعلمين.

 

_ هل الحديث عن المشاكل التي تواجه الآباء مع المدارس تؤثر على الطفل؟

بالطبع.. نشر الصورة السلبية للمدرسة يرسخ في ذهن الأطفال، وبالتالي يتلاشى الاحترام تجاه مدرسته، لذا يجب حث الطفل على التعامل مع المدرسة أنها مكان عمله لخلق نوع من المسؤولية تجاهها وتوطيد علاقته بكل شيء حولها من أصدقاء ومدرسين وعمال؛ ما يؤثر بشكل إيجابي على نفسية الطفل، وهذا الكلام يطبق حسب سن كل طفل.

 

احذروا.. آثار “التنمر” و “التحرش” ضارة وطويلة الأجل على الأطفال…

 

_ بات “التنمّر” من الظواهر الخطيرة التي تُهدّد سلامة الطلاب وسير عملية التدريس بشكلٍ سليم، كيف نتحدث مع الأطفال عن “التنمّر المدرسي”؟

يمكن للتنمر أن يترك آثاراً ضارة وطويلة الأجل في الطالب، وتؤثر هذه الظاهرة على نفسية الطلاب وتمنعهم من تحقيق التفوق الدراسي، ومن إقامة صداقات وثيقة ومتينة فيما بينهم.. لذا على الآباء خلق حوار بينهم وبين أبنائهم لاكتشاف أي خلل أو مشكلة ما قد عانى منها الطفل في العام الدراسي السابق.

وإضافة إلى التأثيرات البدنية للتنمر، يمكن أن يتعرض الأطفال لمشاكل عاطفية ومشاكل في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، مما قد يؤدي إلى تراجع أداؤه في المدرسة.

ودورنا كـ خبراء فى الصحة النفسية، التوجيه بأحقية الطفل في التمتع ببيئة مدرسية آمنة تحترم كرامته، وأحب أن أوضح أن اتفاقية حقوق الطفل تنص على أنه من حق جميع الأطفال الحصول على التعليم وعلى الحماية من جميع أشكال العنف البدني والعقلي ومن الإهانات والتعسّف، ولا يُستثنى التنمّر من ذلك.

 

_ لماذا انتهك “التحرُّش ” حُرمة التعليم، وانتشر في المدراس والجامعات في مُختلف أنحاء العالم؟

باتت ظاهرة التحرش الجنسي مرعبة للمجتمع كله، حيث أنّه لم يتوقَّف عند مكانٍ معين كالشارع والعمل والأسواق بل تعدّاها إلى ما هو أفظع من ذلك “المدراس والجامعات”، والدور هنا لا يرجع للآباء فقط بل للمعلمين أيضًا في تسليط الضوء على التحرش الجنسي في المدارس وآثارها على الطلاب وكيفيّة نشر التوعية لمواجهتها والتعامُل مع المتحرِّش والمتحرَّش به وطرق علاجهم.

وأود أن أوجه الآباء بالتحدث مع الأطفال متسخدمين أبسط المعلومات مراعاةً لصغر سنهم، مع ذكر أمثلة بسيطة لتثبيت المعلومة في ذاكرتهم، والتأكيد على أن جسمهم ملكية خاصة لهم فقط، ولا يصح لمسه من أي شخص سوى الوالدين فقط.

ويجب مراعاة أن الأطفال تنسى سريعًا، لذا التكرار مهم جدًا لهذه النقطة، مع ضبط السلوك الأسري في المنزل، إذ يجب عدم التحدث بألفاظ خارجة أو بها إيحاءات جنسية أمام الأطفال وعدم التعدي على خصوصيات بعضنا البعض، كما يجب أن تكون السلوكيات متوافقه مع توجيه دون تشتيت الطفل بين الممنوع والمسموح داخل المنزل وخارجه.

 

_ كيف يمكن اتخاذ خطوات استباقية لمساعدة الطفل على تطوير مهاراته الدراسية؟

بعض الأطفال بطبيعتهم يحبون المذاكرة بينما يكرهها آخرين، لذا فإن مساعدة الأطفال ممن يعانون من ضعف المهارات الدراسية قد يفيدهم بدرجة كبيرة، كما يسهّل الأمر على المعلمين ليتمكنوا من متابعة طفلك بصورة أفضل.

وأود أن أذكر بعص العناصر الهامة التي تساعد الطلاب على المذاكرة والتركيز وأهمها: علاج أي مشكلة مرضية ليتمكن من الاستيعاب وخاصة “الأنيميا”، مع توفير التغذية الصحية السليمة، وخلق بيئة أسرية مناسبة للتركيز، بالإضافة إلى عدم السماح بمشاهدة التليفزيون والمحمول إلا بوقت محدد على مدار اليوم.

وفي النهاية أود أن أنصح أولياء الأمور فى كافة المراحل العمرية بتطوير مهارات أبناؤهم، من خلال التشجيع والتحفيز الدائم، وإظهار إيمانهم بهم وبقدراتهم الذهنية والبدنية، بجانب التأكيد على حبهم وسندهم على أي حال؛ لأن الهدف الأساسي من التعليم هو توفير حياة سعيدة لأبنائنا ومستقبل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *