أكدت الدكتورةإيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة” على أهمية التمكين الثقافي كأداة هامة في توصيل رسائل التوعية للمجتمع
لذلك عقدت اليوم ندوة بعنوان”أثر التعاون الإبداعي على التنمية الثقافية الشاملة” بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وتأتي هذه الندوة ضمن فعاليات الدورة السابعة للملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة، التي تأتي تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت شعار “الحياة حلوة”.
حضر الندوة الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتورة سهير عبد القادر مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أولادنا، والدكتورة ميسون قطب عميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، والفنان حمزة العيلي، جاءت الندوة بمشاركة عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
وخلال الندوة أعلنت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس عن اختيار حمزة العيلي سفيرا للمجلس وللأشخاص ذوي الإعاقة للعام 2023- 2024، لدوره الهام الذي قام به في مسلسل “ابن حلال”، وتقمصه لشخص متعدد الإعاقات، وإظهاره بصورة إيجابية في هذا العمل الفني كفرد من أفراد المجتمعي له حقوق وعليه واجبات، الأمر الذي جعل هذا الدور يحظى بقبول كبير لدي المشاهدين وترك بصمة وأثر كبير في نفوسهم وحياتهم.
ويأتي اختيار حمزة العيلي سفيرًا للمجلس والأشخاص ذوي الإعاقة أيضًا من منطلق إيمان المجلس بأهمية القوة الناعمة المتمثلة في الفن والدراما والثقافة في توصيل الرسالة المجتمعية الصحيحة خاصة فيما يتعلق بقضايا وحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وفى ذلك الاطارأكدت كريم على أهمية التمكين الثقافي كأداة هامة جدًا في توصيل رسائل التوعية للمجتمع، الأمر الذي يسهم بالضرورة في رفع الوعي المجتمعي، وفي سبيل تحقيق ذلك قام المجلس بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الثقافة.
وأشارت أن الأمم المتحدة خصصت يوم 15 إبريل من كل عام كيوم عالمي للفن، بهدف توطيد أواصر الصلة بين أشكال الإبداع الفني والمجتمع، وإزكاء الوعي بتنوع هذه الأشكال، وتسليط الضوء على مساهمة الفنانين في تحقيق التنمية المستدامة، وكذلك للوصول للفئات المهمشة في المجتمعات، مشددة على ضرورة التركيز على إبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة وإظهارها للمجتمع ودول العالم، ووضعهم في مصاف جميع فئات المجتمع الأخرى ونبذ التمييز كملتقى أولادنا الذي يقوم بمثل هذا الدور الهام، مؤكدة على أهمية هذه المُلتقيات لأنها فرصة لإلتقاء ثقافات العالم، والتعرف على إمكاناتهم الفكرية والإبداعية.
من جانبه قالت الدكتورة سهير عبد القادر مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أولادنا خلال كلمتها بالندوة؛ أن المؤسسة تفتح ذراعيها لكل شخص من ذوي الإعاقة وتعمل بشكل جاد على التنمية الفنية والإبداعية، وتقوم بدعوة دول العالم أجمع للتعرف على إبداعات المصريين من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى ارتفاع عدد الدول المشاركة في الدورة السابعة إلى 42 الأمر الذي مثل تحدي كبير أمام مؤسسة أولادنا، وجعلها تعمل بشكل أكثر وبذل المزيد من الجهود لخروج هذه الدورة من الملتقى بشكل يليق بممانة واسم مصر.
و أضافت الدكتورة ميسون قطب عميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان؛ أن التجربة الأولى لكلية فنون تطبيقية جامعة حلوان في مجال اكتشاف مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة كانت من خلال تعاون أكاديمي مع المكتبة المركزية بجامعة القاهرة خلال عام ٢٠١٦، وركزت هذه التجربة على اكتشاف موهبة النحت لدى مجموعة من الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية، فيما تمثلت التجربة الثانية في التعاون مع مؤسسة عاملة في مجال الإعاقة في تدريب ٤٠ شاب من ذوي الإعاقة من خلال مجموعة من الورش التدريبية، وعقب إنتهاء التدريبات المخصصة في ذلك، قام هؤلاء الطلاب بإنتاج مجموعة من الأعمال اليدوية التي تم بيعها بالكامل.
وأكدت “ميسون” خلال كلمتها بالندوة؛ على أهمية التكامل بين مؤسسات المجتمع، والمؤسسات التعليمية المتخصصة في الفنون، ومؤسسات الدولة كافة لتحقيق تنمية ثقافية كاملة للأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن ناحية أخرى قال الفنان حمزة العيلي، إن بداية اهتمامه الفني بالأشخاص ذوي الإعاقة بدأت من خلال تركيزه على حركاتهم، ومحاولة التعرف عليها، ليكون قادر على تقمص شخصيتهم والقيام بأدوار تليق بهم، ليكون من خلالها قادر على توصيل رسالة هؤلاء الأشخاص للمجتمع، والعمل على تغيير نظرة المجتمع تجاههم، وإثبات أنهم أشخاص فاعلين.
وعقب إنتهاء الندوة تفقدت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس معرض اللوحات الفنية التي تم رسمها بواسطة الفنانين من ذوي الإعاقة، والتي تؤكد قدرتهم على الإبداع والابتكار وترك أثر في الفن ونفوس أفراد المجتمع، كما تفقدت سوق ملتقى “أولادنا”، الذي يتم فيه عرض منتجات الأشخاص ذوي الإعاقة اليدوية بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الإعاقة، والتي تم ترشيح ٣ جمعيات منهم من قبل المجلس.
دارت محاور الندوة حول مدى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الفنون المختلفة، واستراتيجيات التعاون لتنمية المواهب، والتحديات التي تواجه الإدماج في المجالات الثقافية المختلفة، بالإضافة إلى التعاون الإبداعي وتأثيره على زيادة مشاركة النساء الموهوبات من ذوي الإعاقة، وأدارت الندوة رشا إرنست مسئول إدارة الثقافة والفنون بالمجلس، وقامت بترجمتها للغة الإشارة فيروز الجوهري.