
أكدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، أن مرحلة الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل تمثل بداية جديدة لمسيرة الحياة، مشيرة إلى أن الاجتهاد والإصرار هما المفتاح للوصول إلى الأهداف المنشودة، ومشددة على أن “لكل مجتهد نصيب”، وأن “ماراثون الثانوية العامة يتطلب نفسًا طويلًا، وطالبًا هادئًا ومثابرًا حتى نهاية الطريق”.
وفي هذا السياق، قدمت الحزاوي مجموعة من النصائح الهامة لطلاب الدفعة الجديدة من الثانوية العامة، على النحو التالي:
أولًا: مجموعات الدعم المدرسية كبديل للدروس الخصوصية
حثّت الحزاوي الطلاب على تجربة مجموعات الدعم المدرسية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم كأداة لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، موضحة أن هذه المجموعات تتميز بوجود معلمين مؤهلين تربويًا وأكاديميًا، على عكس بعض المراكز التي يعمل بها أشخاص غير مؤهلين تربويًا.
وفي حال تعذر الاشتراك في هذه المجموعات، أو لم تكن فعالة، يمكن اللجوء إلى الدروس الخصوصية، على أن يكون اختيار المعلم بعناية وبناءً على ترشيحات موثوقة من الأسرة أو الأصدقاء، وليس وفقًا للدعاية المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تكون مضللة أحيانًا وذات طابع تجاري بحت.
كما نبهت إلى أهمية اختيار المعلم المتخصص المطلع على النظام الجديد للثانوية العامة، مؤكدة أن بعض المدرسين في السناتر التعليمية لا يمتلكون الكفاءة الكافية لتقديم المعلومة بطريقة مناسبة.
ثانيًا: لا تشتت نفسك بين المعلمين
شددت الحزاوي على ضرورة الاستقرار مبكرًا على معلم واحد في كل مادة، يكون مريحًا نفسيًا للطالب، وقادرًا على تبسيط المعلومات، موضحة أنه في حال التردد بين أكثر من معلم، يمكن تجربة حصة أو أكثر قبل اتخاذ القرار النهائي سريعًا، لأن وقت الثانوية العامة “من ذهب”، ولا يحتمل التشتت أو التأخير.
ثالثًا: دروس أونلاين أم أوفلاين؟
أشارت الحزاوي إلى أن هناك دروسًا خصوصية تُقدم بنظامي الأونلاين والأوفلاين، وعلى الطالب أن يُقيّم مميزات وعيوب كل نوع وفقًا لطبيعته الشخصية وقدرته على التركيز. فرغم أن الدروس الأونلاين توفر الوقت والجهد، إلا أنها تفتقر إلى التفاعل المباشر، وتحتاج إلى طالب يتمتع بدرجة عالية من الانتباه والانضباط الذاتي.
رابعًا: تنظيم الوقت هو مفتاح التفوق
أكدت الحزاوي أن إدارة الوقت وعدم التسويف هما عاملان حاسمان في النجاح، داعية إلى تحديد مواعيد الدروس الخصوصية بعناية، بحيث لا تستهلك اليوم بأكمله، ويظل هناك وقت كافٍ للمذاكرة الذاتية والراحة النفسية.
خامسًا: الاستفادة من منصات التعليم الرسمية
أوصت الحزاوي بضرورة الاستفادة من المنصات والقنوات التعليمية المجانية التي توفرها وزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أن العام الجديد سيشهد توفير “بوكليت تعليمي” يحتوي على مجموعة كبيرة من الأسئلة المرتبطة بمخرجات التعلم، ويمكن استخدامه كبديل للكتب الخارجية.
سادسًا: تجنب الشائعات والمشتتات
طالبت الحزاوي الطلاب بضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات، مثل وزارة التربية والتعليم، وتجنب الانسياق وراء الشائعات. كما شددت على تجنب المشتتات أثناء المذاكرة، مثل الهاتف المحمول والإنترنت، وضرورة تنظيم الوقت وفق جدول يتضمن فترات للراحة والترفيه والنوم الجيد.
سابعًا: الفهم قبل الحفظ
دعت الحزاوي الطلاب إلى الاعتماد على الفهم بدلاً من الحفظ في عملية المذاكرة، موضحة أن النظام الجديد للتعليم يتطلب طالبًا قادرًا على الاستيعاب والتفكير النقدي، وليس فقط الحفظ الآلي للمعلومات. لذا، على الطالب أن يسعى إلى فهم المحتوى ثم التعبير عنه بأسلوبه الخاص.
رسالة إلى أولياء الأمور: الدعم النفسي أولًا
واختتمت الحزاوي تصريحاتها بتوجيه مجموعة من النصائح لأولياء أمور طلاب الثانوية العامة، جاء في مقدمتها توفير الدعم النفسي للأبناء، وتهيئة جو منزلي مناسب للمذاكرة، مع توفير تغذية صحية ومتوازنة.
وأكدت أهمية التحدث بشكل إيجابي عن مرحلة الثانوية العامة، وتجنب اللوم أو المقارنة بين الأبناء، أو خلق مشاحنات أسرية تؤثر سلبًا على نفسية الطالب، قائلة:
“الثانوية العامة ليست مجرد سنة دراسية، بل هي تجربة تحتاج إلى الصبر والدعم والاحتواء من الأسرة قبل أي شيء آخر.”