
في تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، أعلن “توم باراك”، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، أن “الولايات المتحدة” وافقت على خطة مقترحة من “القيادة السورية الجديدة” لدمج آلاف المقاتلين الأجانب في “الجيش السوري”، مشروطًة بالشفافية الكاملة خلال عملية الدمج.
وحسب ما نقلت “وكالة رويترز”، اليوم الاثنين، صرح “باراك”، الذي يشغل أيضًا منصب السفير الأمريكي لدى تركيا، بأنه “من الأفضل إبقاء المقاتلين، وكثير منهم مخلصون جدًا للإدارة السورية الجديدة، ضمن مشروع الدولة بدلًا من إقصائهم”.
وتأتي هذه الموافقة بعد إلحاح من الرئيس السوري “أحمد الشرع” ودائرته المقربة على مسؤولين غربيين، مؤكدين أن دمج المقاتلين الأجانب في الجيش يمثل خطرًا أقل على الأمن من التخلي عنهم، حيث قد يدفعهم ذلك إلى الانضمام لتنظيمات مثل القاعدة أو داعش، وفقًا لمصدرين مقربين من وزارة الدفاع السورية.
وتشير مصادر أمنية سورية، نقلًا عن “رويترز”، إلى أن الخطة تتضمن انضمام حوالي 3500 مقاتل أجنبي، غالبيتهم من “الإيغور” الصينيين والقادمين من الدول المجاورة، وتصنف الصين “الحزب الإسلامي التركستاني”، الذي ينتمي إليه العديد من مقاتلي “الإيغور”، كجماعة إرهابية.
وفي هذا السياق، علق متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالقول: “نأمل أن تُعارض دمشق جميع أشكال الإرهاب والقوى المتطرفة استجابةً لمخاوف المجتمع الدولي”.
ويمثل هذا التغيير تحولًا جذريًا عن الموقف الأمريكي السابق، حيث كانت واشنطن حتى مطلع مايو الماضي تشترط استبعاد المقاتلين الأجانب “المتشددين” من القوات الأمنية والجيش السوري المزمع تشكيله كشرط لرفع العقوبات، لكن النهج الأمريكي شهد تغييرًا كبيرًا مؤخرًا، لاسيما بعد إعلان الرئيس “ترامب” المفاجئ الشهر الماضي عن رفع كامل العقوبات عن سوريا، مؤكدًا أن قراره سيمنح السوريين فرصة لإعادة الإعمار بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب المدمرة.