دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل نحو 70% من المنازل والمباني في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، وذلك في إطار الحرب الغاشمة التي تشنها الدولة القائمة بالاحتلال على القطاع منذ أكثر من عام.
مخيّم جباليا أُنشئ عام 1948، وهو يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا). يحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات ـ النزلة، وبيت لاهيا.
مخيم جباليا.. مدينة أشباح
وشبهت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الأحد، مخيم جباليا للاجئين بـ”مدينة الأشباح”، بعد أن كان قبل حرب الإبادة “أحد أكثر الأماكن ازدحاما في العالم”.
وأوضحت الصحيفة العبرية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن “الجيش الإسرائيلي دمر نحو 70% من المباني في مخيم جباليا بالكامل، خلال عمليته العسكرية التي بدأت هناك في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024″.
وتلك هي المرة الثالثة التي تجتاح فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا، كانت الأولى في ديسمبر 2023، والثانية في مايو الماضي.
دمار واسع
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المباني القليلة المتبقية في المخيم لحقت بها أضرار ملحوظة، في إشارة إلى شدة ونطاق الدمار الواسع الذي طال المخيم، مشبهة جباليا بـ”مدينة أشباح”.
خطة الجنرالات
وذكرت “هآرتس” أن ما يحدث في مخيم جباليا، يأتي على خلفية “خطة الجنرالات”، والتي تهدف إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين من شمال القطاع وجنوبه حتى مفترق الشهداء (نتساريم) في مدينة غزة.
ووفق الخطة، فإن كامل المنطقة الواقعة شمال “حاجز نتساريم”، الذي أقامه جيش الاحتلال وسط قطاع غزة لفصل شماله عن جنوبه، أي مدينة غزة وجميع أحيائها، ستصبح منطقة عسكرية مغلقة، وبالتالي تهجير جميع المواطنين في المنطقة.
ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر الماضي، بحق رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.