قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إن الأطفال زملاء الطفل يوسف الذي غرق في حمام السباحة أثناء مشاركته في منافسات بطولة الجمهورية تحت 12 عامًا، المقامة في مجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة، يتعرضون لحالة من الرعب وحالة من الفزع، والأسوأ أنه سيحدث لهم ما يسمى بالـ “Death anxiety” أو بالـ “القلق من الموت”، يتمثل في الشعور أن الموت حولهم طوال الوقت.
وأضاف “هندي” في تصريحات خاصة لـ”البورصجية نيوز” أن القلق من الموت سيرتبط شرطيًا بوجود حمام السباحة ونزول المياه، كما أن هؤلاء الأولاد قد تأتي لهم أفكار اقتحامية متعلقة بقصة غرق يوسف وطريقة الغرق، وأفكار متعلقة بالموت مثل ماذا حدث له وكم استغرق مكوثه تحت المياه وكم المياه التي شربها، وهل حاول يستغيث، فسيكون هناك أفكار وهلاوس ووساوس حول فكرة الموت، وأفكار أخرى متلاحقة تزيد من الضغط على زملائه.
وأشار استشاري الصحة النفسية لضرورة قرب الأهل من أولادهم خلال هذه الفترة مع ضرورة عمل ما يسمى بـ”الغزو المعرفي” وشرح أن الإنسان ممكن يموت في أي وقت نتيجة أي شيء، وليس نتيجة حمام السباحة ولا نتيجة الغرق، مع ضرورة توضيح أن الموت في حمام السباحة قد يحدث بسبب مشكلة طبية مثل مشاكل القلب أو مشاكل التنفس لكسر فكرة الخوف من حمام السباحة نفسه.
وأكد “هندي” على ضرورة تعظيم دور الكشف الدوري على الأطفال والبدء فورًا في تقديم الدعم النفسي والشرح لزملائه ومن هم في سنه.
ونصح استشاري الصحة النفسية أولياء الأمور الذين لديهم أطفال يمارسون رياضة السباحة أن يعرضوهم على أطباء أو أن يوفر النادي طبيب لكل الأولاد ممن هم في هذه الفئة العمرية لإعطائهم الطمأنينة.
وشدد الدكتور وليد هندي على ضرورة فك الارتباط الشرطي بين حمام السباحة والوفاة مع الشرح للأولاد إن الوفاة نتيجة سبب طبي وليست نتيجة السن وإن لو كان قام بهذا المجهود في أي وقت كان سيموت حتى لو كان “طالع على السلم” أو لو كان يفعل أي شيء آخر.
وقدم “هندي” نصيحة للمدربين بضرورة كسر حاجز الخوف عند الأولاد من خلال التمارين الخفيفة وتحفيز زملائه على ضرورة التمرين والمشاركة في المسابقات والفوز بها وإهداء هذا النجاح لروح يوسف الله يرحمه، مشيرًا إلى ضرورة التعامل مع زملاء يوسف بما يدعم صحتهم النفسية من خلال استكمال التمارين في نفس حمام السباحة وأن يكون كل شيء كما هو مع وقوف المدربين في نفس الأماكن ووصول الأولاد لنفس المكان لإعطائهم ثقة بأن المكان ليس مكان للغرق.
