
بينما كانت بعض الأسر تحتفل بنتائج أبنائها في الشهادة الإعدادية، كانت عائلة الطفلة جنى محي فوزي مبروك خليل تبحث عن اسمها في قوائم المتفوقين، ودموعهم لم تجف بعد من جنازتها.
جنى ضحية حادث المنوفية ترحل قبل لحظة النتيجة
نجحت جنى بتفوق، حصلت على 90% في الشهادة الإعدادية، لكنها لم تكن هناك لتسمع الزغاريد أو تفرح بثمرة تعبها لأن الحادث سبق الفرح، وأخذها في عز عمرها.
كانت تحلم تدخل الثانوية العامة
جنى، 14 سنة، من مركز الباجور بمحافظة المنوفية، كانت واحدة من عشرات الفتيات اللي نزلوا في الفجر لجمع العنب بمزرعة قريبة، لمساعدة أسرهن في مصاريف الدراسة.
كانت تحلم تدخل الثانوية العامة وتكمل تعليمها، لكن ضيق الحال خلاها تقرر تساعد نفسها وتشتغل موسم واحد، تجمع فيه شوية فلوس قبل بداية السنة الجديدة.
خرجت تجمع العنب.. ولفّت في الكفن
صباح يوم الحادث، ركبت جنى ميكروباص زي كل يوم، لكن اليوم ده كان مختلف على الطريق الإقليمي، اصطدمت سيارة النقل بالميكروباص بقوة، لتُزهق أرواح 19 شخصًا، بينهم جنى التي لفظت أنفاسها الأخيرة على الفور، وتم نقل جثمانها إلى مستشفى الباجور.
النتيجة طلعت.. والبنت مشيت
بعد ساعات قليلة من دفنها، ظهرت نتيجة الشهادة الإعدادية، لتكشف أن جنى كانت من المتفوقين بنسبة 90%.
لكن فرحة التفوق ما لحقتش توصل قلبها جنى كانت خلاص اتدفنت الورقة اللي كانت هتبقى سبب سعادتها، بقت شهادة وداع، ومصدر حسرة لكل اللي عرفوها.
“ربنا يرحمك يا بنتي.. كنتي بتستاهلي تفرحي”
بهذه الكلمات الموجعة ودّعت والدتها ابنتها، وهي غير مصدّقة أن بنتها المجتهدة، المتفوقة، الطموحة، راحت في لحظةكانوا بيجهزوا لها هدية نجاح، لكن جهزوا لها كفن.
كانت بس عايزة تكمل تعليمها
جنى ما طلبتش كتير كانت بس عايزة تكمل تعليمها، وتساعد نفسها، وتفرح يوم النتيجة لكن الطريق الإقليمي كان أسرع من أحلامها، وبدل ما تعيش فرحة نجاحها دخلت التاريخ كضحية جديدة من ضحايا لقمة العيش.