
وسط صراخ الأهالي وأصوات معدات الحفر، وقف رجل أربعيني يحمل بين عينيه كل وجع الدنيا، يتشبث بالأمل بنظرة تائهة لا تفارق أنقاض العقار المنهار في حارة محمد عنايت بمنطقة السيدة زينب.
لم يكن يحمل شيئًا سوى اسمه، وقلبه، وصورة ابنه العالق تحت الركام “لم يصرخ، لم يبكِ، فقط عيونه كانت تتحدث… كانت تقول كل شيء”.
الرجل، الذي رفض مغادرة محيط الكردون الأمني رغم توسلات رجال الشرطة، ظل يردّد في صمت دعوات لم يسمعها أحد: “يارب يكون عايش.. أنا لسه ما شوفتوش بيكبر.”
عقارب الساعة تشير إلى لحظات ثقيلة، بينما تتواصل عمليات الإنقاذ منذ ساعات بعد انهيار العقار السكني المكوّن من 7 طوابق صباح اليوم الأربعاء.
قوات الحماية المدنية تبذل جهودًا ضخمة في رفع الركام، وسط حالة من الاستنفار الأمني والطبي، أملاً في العثور على ناجين.
الحصيلة حتى الآن تُشير إلى مصرع سيدتين وإصابة ما لا يقل عن خمسة أشخاص، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مفقودين، من بينهم نجل هذا الأب الذي أصبحت صورته رمزًا إنسانيًا متداولًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجسّد لحظة الصمت القاتل التي تسبق الانفجار العاطفي .