مصر

هل أصبحت محطات الوقود أكثر خطورة؟.. وزير البترول الأسبق يعلق على ملحمة خالد عبدالعال

“في لحظات الأزمات، لا تُقاس البطولة بالكلمات بل بالأفعال. وسط ألسنة اللهب وصيحات الهلع، اختار خالد عبدالعال أن يمسك مقود الموت، يقود شاحنته المشتعلة بعيدًا عن محطة الوقود المزدحمة، ليكتب بدمائه قصة فداء ستظل راسخة في وجدان كل من عرفها.”

بهذا المشهد البطولي ودّعت مصر ا، واحدًا من رجالها العاديين الذين أصبحوا بقرار شجاع أيقونة إنسانية.

ففي قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، شيّع المئات من الأهالي جثمان السائق البطل خالد محمد شوقي عبدالعال (47 عامًا)، الذي ضحى بنفسه لينقذ عشرات الأرواح من كارثة محققة في مدينة العاشر من رمضان.

وقعت الحادثة ، حين اندلعت النيران في شاحنة محمّلة بـ 40 طنًا من الوقود أثناء وجودها داخل محطة وقود بمنطقة المجاورة 70 بالعاشر من رمضان.
بينما هرع المواطنون بعيدًا عن المحطة، كان خالد في مواجهة قرار مصيري: إما الفرار.. أو المواجهة.

وزير البترول السابق: الأنشطة التجارية زادت تعقيد إدارة المحطات

وفي تعليقه على الحادث، قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق في تصريخ خاص لـ البورصجية
“في السابق، كانت إجراءات السلامة في محطات الوقود محكمة وتحت رقابة صارمة. لكن مع دخول الأنشطة التجارية إلى محيط المحطات — من سوبر ماركت ومطاعم و كافتريا زادت تعقيدات الإدارة ولم تعد السيطرة الكاملة ممكنة.”

وأضاف: “في ظل هذا الواقع المعقد، ما فعله السائق خالد عبدالعال هو ملحمة بطولية بكل المقاييس. نحن نتحدث عن شاحنة تحمل 40 طنًا من الوقود، واندلاع شرارة واحدة كان كفيلاً بتحويل المنطقة إلى كتلة نار.”

وأكد الوزير:
“جميع محطات الوقود مزوّدة بإجراءات سلامة جيدة وبأجهزة إطفاء حريق حديثة، لكن السائق أدرك في لحظة الأزمة عدم قدرة عمال المحطة على السيطرة على الحريق بسبب سرعة انتشاره وضخامته، فاختار التضحية بنفسه وقيادة الشاحنة بعيدًا عن المواطنين، في قرار لا يصدر إلا عن شخص يتحلّى بأعلى درجات الشجاعة والمسؤولية.”

خسارة موجعة.. وتقدير رسمي

رغم محاولات إنقاذه، أُصيب خالد بحروق بالغة، ولفظ أنفاسه الأخيرة مساء الأحد.

الخبر كان صدمة كبيرة لأسرته، خاصة أنه كان يجهّز لزفاف نجله المقرر يوم 19 يونيو الجاري، وهو حلم لم يكتمل.

لم تتوقف مشاعر الحزن عند حدود قريته؛ فقد نعاه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، واعتبره نموذجًا للبطولة والتضحية، ووجّه بتكريم أسرته وصرف معاش استثنائي.

كما أعلن وزير العمل محمد جبران عن صرف 200 ألف جنيه لأسرة السائق، تقديرًا لتضحيته الجليلة.

وفي بادرة وفاء، قرر رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسم خالد عبدالعال على أحد شوارع المدينة، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة المكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *