مصر

تستعد لبناء أكبر مصنع في العالم بتكلفة 17 مليار دولار

تبذل مصر في السنوات الأخيرة جهودًا كبيرة لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر وفي هذا الإطار طرحت منصة الفرص الاستثمارية التابعة للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة مشروعًا لبناء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم بالشراكة مع وزارة الإنتاج الحربي في جنوب سيناء بتكلفة 17 مليار دولار.
ويستهدف المصنع الذي سيقع على مساحة 127 كيلومترًا مربعًا إنتاج ما يصل إلى 400 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر ومن المقرر انتهاء المرحلة الأولى منه في 2030 والثانية في 2033 والثالثة في 2035.
وسيتم الإنتاج عبر طاقة نظيفة بنسبة 100% بشكل مستقل عن شبكة الكهرباء بقدرة 3.1 غيغاوات باستخدام الطاقة الشمسية خلال النهار والطاقة المائية المخزنة في الليل ويمكن للمصنع التصدير إلى أوروبا عبر السفن.
وتصل القيمة الإجمالية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر بنحو 215.5 مليار دولار وذلك خلال الفترة من عام 2021 وحتى عام 2023 وفق أحدث التقارير في هذا الشأن.
وتحتل مصر المرتبة الأولي عربيًا في عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة أو المخطط تنفيذها من حيث إنتاجه ونقله واستخدامه حيث بلغ عددها نحو 33 مشروعاً موزعة غالبيتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بنحو 28 مشروعًا من إجمالي 103 مشروعات على مستوى الدول العربية.
وترى شركة سكاتك النرويجية أكبر منتجي الطاقة المتجددة في مصر أن مصر لديها مستقبل واعد للريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره بشرط التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتحسين شبكات الكهرباء.
وتواصل الشركة العمل مع شركائها الدوليين من أجل تطوير المشروعات بهدف تعزيز مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة وتعمل حاليًا على تطوير 5 مشروعات في مصر بتكلفة استثمارية تتراوح ما بين 4 و5 مليارات دولار.
وهناك مشروعان وقعت اتفاقيات شراء بشأنهما أحدهما يشمل إقامة مشروع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1 غيغاواط وبطاريات التخزين بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة يضاف إلى ذلك مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالشراكة مع شركة فيرتيغلوب الإماراتية، يشمل إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
يرى المهندس أشرف نصير استشارى الطاقة الجديدة والمتجددة أن النجاحات التي حققتها مصر في مشاريع الاقتصاد الأخضر لم تكن تصل لها لولا الخطط المدروسة من الحكومة وحزم من الحوافز الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال.
وأشار إلى أن اعتماد مجلس النواب حزم الحوافز الاستثمارية لمشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته العام الماضي أدى إلى زيادة الاستثمار وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية لدخول السوق المصرى.
وأكد أن السوق المصرى في مقدمة أسواق دول العالم لأن مشروعات الهيدروجين الأخضر فى مصر جعلتها تحل المرتبة الأولى إقليميًا والثانية عالميًا وذلك بسبب عدة عوامل تمتع مصر بعوامل طبيعية من إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتحلية المياه وإنتاج الهيدروجين الأخضر من تحلية المياه كما تتمتع بعوامل بشرية.
ويقول الدكتور حافظ سلماوي أستاذ هندسة الطاقة إن الهيدروجين الأخضر هو أساس الطاقة الخضراء التي تستطيع أن تحل مكان جميع أنواع الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري فالهيدروجين الأخضر يمكن استخدامه بجميع وسائل النقل والمواصلات من السفن والسيارات وغيرها من وسائل النقل المختلفة كما أن الهيدروجين الأخضر ليس له تأثير على البيئة وليس له أي أضرار على البيئة.
وأضاف أن الهيدروجين الأخضر هو الأفضل في الاستخدام فالهيدروجين الأخضر ناتج عن تحليل مياه البحر لافتًا إلى أن مصر تعد من أفضل دول في شمال أفريقيا في إنتاج الهيدروجين الأخضر موضحًا أن العمود الفقري لإنتاج الهيدروجين هو تحليل مياه البحر ومصر لديها البحر المتوسط الذي يساعدها على ذلك.
وأوضح أن مصنع مصنع الهيدروجين الأخضر في مصر حوله 5 مصانع من الأمونيا الخضراء داعًا إلى استبدال الوقود الأخضر بدلًا من الوقود الأحفوري مما يساعد على توفير الغاز وتصديره للخارج فالهيدروجين الأخضر يعمل به جميع المصانع وسعره أقل ومع زيادة الإنتاج يقل أكثر.
وقال أحمد سلطان خبير الطاقة إن الإمكانات المرتفعة التي تمتلكها مصر وأهلتها لمشروعات الهيدروجين الأخضر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما جعلها تحتل الترتيب الأول عربيًا في طاقتي الرياح والشمس كما أن مصر تتميز بالقرب من أسواق تهتم بالهيدروجين الأخضر مثل الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط والتي قد تشهد طلبًا كبيرًا على الهيدروجين في السنوات القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن مصر تقدم العديد من الحوافز والتسهيلات في الإجراءات من خلال الحصول على تصريح واحد فقط ويُمكن للمستثمر إنشاء مشروعات الهيدروجين الأخضر وتشغيلها وإدارتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *