سلايدرعالم

“حظر الأونروا”.. تداعيات كارثية على اللاجئين في القدس المحتلة

بات عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في القدس المحتلة مهددين بفقدان خدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، مع دخول قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة الوكالة حيز التنفيذ يوم غد الخميس.
وفي 28 أكتوبر الماضي، أقرت “الكنيست” الإسرائيلي قانونين يستهدفان عمل “الأونروا”، إذ يحظر الأول نشاط الوكالة داخل “المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية”، بما يشمل تشغيل المكاتب التمثيلية وتقديم الخدمات، فيما يحظر القانون الآخر أي اتصال مع الوكالة، وصدّقت عليهما حكومة الاحتلال، على أن يدخلا حيز التنفيذ بعد 90 يومًا، إذ تنتهي المهلة غدا.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أنه إلى جانب التداعيات السياسية والقانونية لقرار الاحتلال حظر عمل “الأونروا”، في إطار استهدافه الممنهج لقضية اللاجئين وحقوقهم غير القابلة للتصرف في العودة أو التعويض، فإن للحظر تداعيات إنسانية كارثية على اللاجئين، خاصة في القدس المحتلة.
الأونروا: سنواصل تقديم خدماتنا
وذكرت المتحدثة باسم الأونروا إيناس حمدان “ليس لدينا أي توقعات عن الوضع القادم في القدس، ولكن رسالتنا أننا سنبقى ونواصل تقديم الخدمات إلى حين استحالة ذلك”.
وأكدت حمدان، لـ”وفا”، أن نحو 70 ألف شخص يستفيدون من عيادات “الأونروا” الصحية في القدس، وأكثر من ألف طالب وطالبة يدرسون في مدارس الوكالة في المدينة، إضافة إلى خدمات صحة البيئة كجمع النفايات وغيرها، وفي حال تطبيق القرار ستتأثر كل هذه الخدمات.

وأضافت: يوجد نحو 700 موظف صحي في “الأونروا”، إذ تقدم الوكالة الرعاية الصحية الحيوية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ولديها رعاية أولية شاملة في 43 عيادة ومستشفى، وقدمت أكثر من 776 ألف استشارة صحية، وسجلت مستشفياتها 6778 حالة دخول إلى المستشفى في عام 2024
110 آلاف لاجئ في القدس
وتقدم “الأونروا” خدماتها لأكثر من 110 آلاف لاجئ في القدس، ويتبع للوكالة الأممية مخيمان للاجئين هما: مخيم شعفاط شرق المدينة الذي تأسس عام 1965 ويقطنه نحو 16500 لاجئ مسجّل، ومخيم قلنديا شمال المدينة الذي تأسس عام 1949، ويقطنه نحو 16400 لاجئ مسجّل، وفقا لبيانات موقع “الأونروا” الإلكتروني.
كما يدرس نحو 1800 طالب وطالبة على مقاعد 6 مدارس تتبع “أونروا” في المدينة المقدسة، بالإضافة إلى أن عددًا كبيرًا من اللاجئين المسجّلين يتلقون الخدمات الطبية المجانية في المركز الصحي “عيادة الزاوية” في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
أقدم مركز صحي
وأكد حمزة جبريني، مدير المركز الصحي، إنه يدير أقدم مركز صحي للوكالة افتُتح منذ بداية عملها في عام 1949، ويقدم خدمات لسكان البادية والقرى المجاورة، بما فيها القرى الواقعة خلف جدار الفصل والتوسع العنصري أيضا.
وأوضح “جبريني، في تصريحات لـ”وفا”، أن 30 ألف لاجئ مسجّلين يستفيدون من خدمات المركز الصحية، علما أن هذه الخدمات تراجعت عقب بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، وإجراءات الاحتلال العسكرية التي حالت دون وصول الكثيرين إلى البلدة القديمة في القدس.
وأشار إلى أن المركز سيتوقف عن العمل إلى حين تلقي التعليمات من إدارة الوكالة، مشيرا إلى أن قرار الحظر يلفه الغموض بشكل كبير.
مخاوف اللاجئين بمخيم شعفاط
وفي مخيم شعفاط للاجئين شرق القدس المحتلة، لا يخفي اللاجئون خشيتهم من تأثير قرار الاحتلال بحظر عمل “الأونروا” في الخدمات التي يتلقونها من الوكالة.
وبدأت “الأونروا” بإخلاء مقرها الرئيس الخاص بإقليم الضفة الغربية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، قبل دخول قرار الاحتلال حظر عملها حيز التنفيذ، في حين يواجه موظفوها مصيرا مجهولا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *