بعد يوم من إعطاء الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن الضوء الأخضر لكييف لاستخدام صواريخ “أتاكمز”، نفذت أوكرانيا أول هجوم في منطقة حدودية داخل الأراضي الروسية باستخدام هذه الصواريخ البعيدة المدى، فيما ردت روسيا على مخططات أمريكا بتحديث العقيدة النووية وتتضمن استخدامها الأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم من دولة غير نووية مدعومة من قوة نووية، ما اعتبره محللون بمثابة قرع لطبول الحرب العالمية الثالثة قبل رحيل بادين بأقل من شهرين.
واعتبر مجلس الدوما الروسي، قرار بايدن، بمثابة إعلان عن بداية حرب عالمية ثالثة، فيما سيرث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية فوراً في بداية عهدته، ألغامًا وضعها الرئيس الأمريكي في طريقه لتسوية إرث بايدن فيما يتعلق بالحروب، وهو ما اعتبره البعض محاولة انتقام بعد نجاح ترامب الباهر في الانتخابات الرئاسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنه ليلة الثلاثاء أصيب هدف في منطقة بريانسك بستة صواريخ باليستية من طراز “أتاكمز”، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت خمسة صواريخ من طراز “أتاكمز” فوق منطقة بريانسك، وأصيب السادس بأضرار، وسط سقوط شظايا الصاروخ الآخر على المنطقة الفنية لمنشأة عسكرية في منطقة بريانسك، واندلع حريق وتم إخماده.
وأتت مواقف روسيا بعدما أجازت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها برئاسة جو بايدن لأوكرانيا إطلاق صواريخ بعيدة المدى سلمتها إياها من نوع “أتاكمس” ATACMS نحو عمق الأراضي الروسية، ما يشكل خطا أحمر بالنسبة لموسكو.
تهديد روسي حاسم
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربات الأوكرانية على روسيا بصواريخ بعيدة المدى تشكل “مرحلة جديدة” في النزاع، متوعداً برد “مناسب”.
واتهم لافروف أوكرانيا والغرب بالسعي إلى التصعيد، لافتا إلى أن أوكرانيا لم تكن لتطلق صواريخ بعيدة المدى على روسيا بدون مساعدة الأمريكيين. وحض وزير الخارجية الروسي الغرب على الاطلاع على العقيدة الروسية الجديدة لاستخدام السلاح النووي “كاملة”.
تعديل العقيدة النووية
ورداً على سماح إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب العمق الروسي، وافق الرئيس فلاديمير بوتين وافق، أمس على تحديث للعقيدة النووية الروسية، حيث تزامنت هذه الخطوة مع مرور ألف يوم على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه “كان من الضروري تكييف أسسنا مع الوضع الحالي”.
وتتضمن العقيدة النووية الروسية الجديدة بنوداً ملحوظة عدة، كانت غائبة عن الإصدارات السابقة للعقيدة، حيث تشير إلى أن روسيا مصرح لها باستخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم من دولة غير نووية مدعومة من قوة نووية.
خط أحمر روسي
وبذلك توجه موسكو تحذيراً مباشراً لأمريكا و(الناتو)، الذين يزودون أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى، ويدعون كييف لاستخدامها، ما يعني أنهم يشنون حرباً ضد روسيا بالوكالة.
ضرب مواقع عسكرية
ويؤكد محللون لوكالات أنباء عالمية، أن العقيدة الجديدة تسمح للروس بضرب المواقع التي تطلق منها هذه الصواريخ.
وكان بوتين أمر قبل أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت هذا الشهر بإجراء تغييرات على العقيدة النووية لتنص على أنه من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوماً مشتركاً على روسيا.
وتؤكد العقيدة النووية الروسية المحدثة أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي تحمل طابعاً دفاعياً، وأن روسيا تبذل كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي، وتنظر إلى الأسلحة النووية كوسيلة للردع ويعتبر استخدامها إجراءً اضطرارياً أخيراً.
استهداف كورسك فقط
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الإذن الأمريكي لكييف باستخدام الصواريخ البعيدة المدى قد يقتصر على استهداف منطقة كورسك الروسية التي يسيطر الجيش الأوكراني على جزء منها، وسعت كييف منذ أشهر للحصول على إذن إطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا.
وفي سبتمبر، حذر الرئيس الروسي من أن هذه الموافقة الغربية ستعني «ضلوع دول حلف شمال الأطلسي مباشرة في الحرب في أوكرانيا». وقال حينها إن بلاده يمكن أن تلجأ إلى الأسلحة النووية في حال حدوث «إطلاق كثيف» لطائرات أو صواريخ أو مسيرات على أراضيها.
الناتو: لن نحقق أهداف روسيا
في الأثناء، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أمس إنه ينبغي عدم السماح لبوتين «بتحقيق غاياته» في أوكرانيا.
وأضاف خلال اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي مع مرور ألف يوم على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، «لِمَ من الحيوي عدم السماح لبوتين بتحقيق غاياته؟ لأننا سنكون أمام روسيا أكثر جرأة ووقاحة عند حدودنا (..) وأنا على ثقة مطلقة بأنها لن تتوقف عند هذا الحد». وأضاف: «لذا تشكل تهديداً مباشراً علينا جميعاً في الغرب».
سيطرة روسية
ميدانياً، أعلنت روسيا سيطرتها على بلدة في شرق أوكرانيا قرب كوراخوفيه في منطقة على الجبهة تحرز فيها قواتها تقدماً في مواجهة الجيش الأوكراني.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي عن المعارك «بفضل عمليات هجومية سيطرت القوات الروسية على «بلدة نوفوسيليديفكا» في منطقة دونيتسك». تقع نوفوسيليديفكا على مسافة تقل عن عشرة كيلومترات من شمال المدينة الاستراتيجية. ويتواجد الجيش الروسي حالياً على تخوم ضواحي هذه المدينة.