بعد أسبوعٍ من إعلان وزارة النقل توقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع شركة كورية جنوبية، تشمل إنشاء خط أنابيب بترول من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب لإعادة التصدير للدول الأوروبية، جاء الرد مفاجئًا من الجانب الليبي.
فقد نفى محمد عون، وزير النفط بحكومة الوحدة الوطنية الليبية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، لوكالة الأنباء الليبية، علم وزارته بما أعلنت عنه القاهرة، مؤكدا أنّ بلاده ليست في حاجة إلى ميناء آخر خارج حدودها لتصدير نفطها الخام، لأنها “أقرب من أي جهة أخرى إلى أوروبا”.
ويبلغ متوسط إنتاج ليبيا من النفط الخام يوميا، خلال العام الجاري نحو مليون ومئتي ألف برميل، وهو رقم تخطط وزارة النفط والغاز إلى زيادته إلى مليوني برميل في العام المقبل، وفقا للوزير الذي يقدر المدة الزمنية لذلك إلى ما بين 3 و5 سنوات.
من المسؤول؟
وأضاف الوزير أن ليبيا لديها 7 مواني نفطية على البحر المتوسط لتصدير النفط الخام والمنتجات النفطية والمكثفات والبتروكيماويات وغيرها، تبدأ من الحريقة شرقا إلى مليتة غربا، ولذا فهي ليست بحاجة إلى مواني أخرى خارج حدودها” على حد قوله.
أما إذا كان الهدف يتعلق بتكرير النفط الليبي في مصر، وتم ذلك بالاتفاق بين ليبيا ومصر، فذلك جائز، وفقا للوزير الذي لفت إلى مشروع يعود إلى عقود سابقة لمحاولة بناء خط نفطي بين ميناء الحريقة في مدينة طبرق إلى الإسكندرية لتكرير النفط الليبي في مصر، وليس للتصدير إلى أوروبا، إلا أن هذا المشروع لم ير النور، شأنه شأن مشروع نوقش مع تونس، في إطار استراتيجيات تحقيق التكامل بين الدول الأفريقية وبناء شبكات موحدة في مجالات الكهرباء والنفط والغاز.
وتشهد ليبيا خلافا مستمرا منذ أكثر من عام بين وزير النفط والغاز، والمؤسسة الوطنية للنفط، حول صلاحيات الطرفين، فعلى الورق، تعد المؤسسة الواقعة في طرابلس هي الكيان المكلف بمراقبة إنتاج وتسويق نفط البلاد في الخارج، لكن الوزير يشرف على القطاع، وبينهما دائما صراع نفوذ وهو ما أرجعه الوزير إلى “عدم احترام رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط للقوانين المنظمة للقطاع”، لكنه نفى في الوقت نفسه أن يكون لهذا الخلاف تأثير على إمدادات البلاد من النفط.
ونفى الوزير أن يكلف هذا الخلاف خزينة الدولة مليارات الدولارات، وقال “بالعكس، التفريط في ثروة الليبيين هو الذي سيكلف البلاد المليارات، وبالخبرة التي اكتسبناها يمكن الاستغناء عن الشركاء الأجانب بالكامل”، مؤكدا أن الاتفاق مع الشركات الكبرى يصب في صالح ليبيا “عندما يكون منصفا وعادلا وعلى أساس الربح المقبول والمعقول لليبيا، ومن يقوم بالتفاوض من ذوي الخبرة والاختصاص”.
ميناء واعد
كانت وزارة النقل كشفت في بيان رسمي عن توقيع اتفاق مصري كوري يتضمن إنشاء خط أنابيب بترول من الأراضي الليبية وحتى ميناء جرجوب، الذي يبعد 130 كلم عن الحدود الليبية، وإعادة تصدير النفط الليبي إلى الدول الأوروبية.
وبحسب الموقع الرسمي للوزارة فقد وقعت الحكومة، ممثلة في وزارة النقل مذكرة تفاهم مع الحكومة الكورية الجنوبية ممثلة في شركة (s t x) الكورية الجنوبية بشأن أعمال التنمية والشراكة الاستراتيجية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بجرجوب الواقعة بمحافظة مطروح المصرية.
ونص الاتفاق على إنشاء منطقة لوجستية صناعية وميناء جرجوب البحري، ضمن المخطط الاستراتيجي لتنمية إقليم مطروح، حيث يشمل تطوير ميناء جرجوب والمنطقة اللوجستية الصناعية لها، وإنشاء صوامع للغلال لصالح تدبير مطالب جمهورية مصر العربية وكذا إعادة التصدير.
من جهته، أكد الفريق كامل الوزير، وزير النقل، أن ذلك يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير كل المواني وتعظيم الاستفادة من قطاع النقل البحري لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجيستيات، كما يأتي فى إطار ما تنشئه وزارة النقل من مشروعات قومية وشركات جديدة، لها القدرة على التنافسية وزيادة العوائد الاقتصادية.
مزايا الإنشاء
في ميناء جرجوب البحري الذي يقع علي بعد 70 كم غرب مدينة مرسي مطروح بالتحديد بمدينة النجيلة، تم التخطيط لإنشاء أرصفة جديدة بطول 14 كيلومترا وعمق 17 مترا، وساحات تداول 7 كيلومترات مربعة بمساحة كلية 10 كيلومترات مربعة، وجاري إنشاء حاجز الأمواج الرئيسي بطول 3050 مترا، وتم الإنتهاء من إنشاء رصيف الحاويات بطول 970 مترا، وإنشاء أرصفة البضائع العامة بطول 360 مترا و670 مترا، وإنشاء حاجز الأمواج الشرقي بطول 2770 مترا.
كما تم الانتهاء من إنشاء رصيف متعدد الأغراض بطول 700 متر (200 متر ركاب و500 متر بضائع عامة)، كذلك الانتهاء من إنشاء رصيف حاويات بطول 500 متر وغاطس 18 مترا بميناء برنيس البحري.
ومن المُنتظر أن يضع المشروع القومي لميناء جرجوب، محافظة مطروح على خريطة السياحة والتجارة العالمية، وهو ضمن خطه تطوير وتنمية الساحل الشمالي الغربي لمصر ومن المتوقع تسكين 40 مليون مصري في العقود الأربعة المقبلة.
وتتضمن الخطة: إنشاء مدينة العلمين الجديدة و15 مدينة جديدة على غرارها – وإنشاء منطقة اقتصادية ولوچيستية بميناء جروب – إنشاء مدينة رأس الحكمة على الطراز العالمي – استصلاح أكثر من ربع مليون فدان، كما يوفر مشروع الميناء فقط حوالى 30 ألف فرصة عمل وتعتبر ميناء جرجوب هي الأقرب لسواحل أوروبا ، وتربط قارة أوروبا بإفريقيا.
يضم المشروع إقامة ميناء تجاري وسياحي عالمي لخدمة الأنشطة والمشروعات السياحية وميناء حاويات تجاري عالمي، لخدمة عدد من المشروعات العملاقة التجارية والصناعية لشركات عالمية، بالإضافة إلى إقامة عدد من الفنادق العالمية وسيخلق مجتمعات عمرانية حوله ، ومنطقه اقتصاديه وصناعيه لوجيستيه سكنية و مدينة سياحية عالمية و مركز اقتصادي على مساحة حوالي 54 كم ، ومدارس وملاعب ومراكز استشفاء.