بدّد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المخاوف المتعلقة بوجود طرق بديلة للقناة، مؤكدًا أنه لا يوجد أي تهديد حقيقي للقناة.
ولقناة السويس أهمية بحرية كبرى باعتبارها “همزة للوصل بين القارات والحضارات”، ففي عام 1859م بدأت أعمال حفرها، ثم كان حفل افتتاحها الأسطوري في 17 نوفمبر من عام 1869، وبينهما كان تلاقي مياه البحرين الأحمر والمتوسط في 18 أغسطس من عام 1869 لتظهر إلى النور قناة السويس.
الطرق الأخرى ليست بديلة
وبينما يتجدد الحديث حول وجود طرق منافسة للقناة بين حين وآخر، مثل بحر الشمال الروسي، قال الفريق أسامة في تصريحات متلفزة، إنّه لا توجد أية سفينة حاويات عبرت بحر الشمال طوال العام الماضي، نظرا لتكلفته العالية، بجانب الخطورة التي يثيرها جبل الجليد، موضحا أن كل سفينة تعبر من تلك المنطقة فإنّ كاسحة جليد تعبر أمامها.
وذكر أن عمق المياه لا يناسب سفن الحاويات للعبور عبر بحر الشمال، موضحا أنّ هذا البحر يُستخدم خلال ستة أشهر فقط من العام، أما في المقابل، فقد شهدت قناة السويس عبور 778 سفينة حاويات خلال العام، بإجمالي حمولات وصلت إلى 50 مليون حاوية.
وطالما طُرحت أفكار لمشروعات بحرية بديلة لقناة السويس، منها ما دعا إليه سفير إيران بموسكو قاسم جلالي، خلال أزمة جنوح السفينة ” إيفر جيفن”، بتفعيل ممر “شمال – جنوب” الدولي، قائلاً إنه يختصر زمن وتكاليف الشحن الدولي بنسب كبيرة.
كما روّجت إسرائيل قناة “بن غوريون” أو “عسقلان”، التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، على أنها تمثل البديل المناسب للقناة.
لكنّ الفريق ربيع أكد أن الطرق الأخرى ليست بديلة لقناة السويس، موضحا أن الهيئة تدرس هذه الطرق التي تشكل محور التجارة البينية، من دون أن تكون منافِسة للقناة.
القناة الجديدة زادت العوائد
وأضاف أن قناة السويس الجديدة ساعدت في زيادة العوائد، موضحًا أن قناة السويس الرئيسية يمر بها 42 سفينة وبعد إنشاء القناة الجديدة تجاوزت عدد السفن أكثر من 190 سفينة، ما زاد العوائد من 4 مليارات دولار، إلى 9 مليارات دولار، ليكون أعلى عائد للقناة حتى الآن.
وأرجع رئيس هيئة القناة هذه الأرقام إلى الخدمات المقدمة للسفن التي تمر من القناة؛ حيث التمويل وتخلص السفن من المخلفات من أبرز الخدمات المقدمة.
وقال إن القناة حققت أعلى معدل عبور يومي بواقع 107 سفن، مشيرا إلى أن العائدات التي تحققت بفضل دعم القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار ربيع إلى أنه جرى إنشاء مركز لصيانة السفن التي تمر بقناة السويس، بجانب تقديم خدمات الإسعاف الفورية لمستقلي السفن، بالإضافة إلى تغير الأطقم للسفن، بجانب تدشين أكبر كراكتين في الشرق الأوسط بطاقة 3600 متر مكعب في الساعة بالقطاع الجنوبي، فضلا عن إضافة 30 قاطرة جديدة لأسطول قناة السويس ضمن خطة مستقبلية لتطوير الأسطول، مشددا على أهمية القاطرات للقناة.
سبب إنشاء صندوق للهيئة
أما عن فكرة إنشاء صندوق للهيئة، فقد بدأت بتوجيه من الرئيس السيسي باستقطاع مبلغ من عوائد الهيئة من أجل الطوارئ، ولا علاقة للصندوق بالمجرى الملاحي للقناة، وفقا للفريق ربيع الذي أوضح أن المستهدف لرأس مال الصندوق أن يكون 100 مليار جنيه، وتم الوصول لهذا الرقم بالفعل.
وتابع “الفكرة كانت قبل حادثة (جنوح السفينة) إيفر جيفن. هذه الحادثة استمرت 6 أيام وكان يُتوقع لها أن تستمر 6 أشهر. لو كانت استمرت هذه المدة، كيف كان الموظفون سيتقاضون رواتبهم؟ كنا سنضطر إلى مد أيادينا للدولة وبالتالي ستكون الهيئة بمثابة عبء على الدولة بدلا من أن تدعمها”.
وذكر أن أزمة جنوح السفينة أظهرت أهمية هذا الصندوق، لكن مع ارتفاع قيمته جاء التوجه لإطلاق استثمارات كبيرة اعتمادا على شفافية كبيرة انتهجتها الدولة ويخضع للمحاسبة.