ملفات وحوارات

الحكومة وعدت فأوفت.. «زى مدبولي ما قال.. صيف من غير تخفيف أحمال»

في واحدة من أقوى اختبارات موسم الصيف، نجحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في اجتياز ذروة الأحمال الكهربائية يوم الخميس 18 يوليو 2025، دون تسجيل أي أعطال أو انقطاعات مؤثرة في مختلف أنحاء الجمهورية، رغم تجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية في بعض المناطق.

ووفقا لبيانات غرفة عمليات الشركة القابضة لكهرباء مصر، بلغ الحمل الأقصى على الشبكة القومية 37 ألف ميجاوات، مسجلا بذلك أعلى مستوى منذ بداية العام.

ورغم هذا الضغط الكبير، لم تشهد المنظومة الكهربائية أي انهيارات أو أعطال كبرى، في إنجاز يحسب لكفاءة إدارة الأحمال واستعدادات الوزارة الفنية، بعد أن أكد من قبل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الحكومة ملتزمة بعدم العودة إلى تخفيف الأحمال الكهربائية خلال فصل صيف 2025.

وأثمرت خطط الصيانة الوقائية التي أطلقتها وزارة الكهرباء منذ بداية العام، عن تأهيل أكثر من 60 محطة توليد، وتحديث 12 مركز تحكم إقليمي، بالإضافة إلى إدخال قدرات احتياطية تجاوزت 10 الاف ميجاوات لتعزيز مرونة الشبكة، وبلغت القدرة المتاحة فعلياً بين 55 و58 ألف ميجاوات، ما وفر فائضا استراتيجيا ساعد في تخطي ذروة الاستهلاك.

وساهمت مشروعات الطاقة المتجددة بدور محوري، حيث ساهمت محطة بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1465 ميجاوات، ومزارع الرياح في جبل الزيت بقدرة 580 ميجاوات، في تغطية نحو 14% من إنتاج الكهرباء يوم الذروة، وهو ما خفف الضغط عن محطات التوليد التقليدية المعتمدة على الغاز والمازوت.

وأشرف مركز التحكم القومي على إدارة الأحمال بكفاءة، من خلال تفعيل برامج التشغيل الاقتصادي وموازنة الأحمال لتجنب أي اختناقات، بينما وفرت الوزارة قنوات اتصال مباشرة مع المواطنين عبر الخطوط الساخنة والخدمات الرقمية لتلقي الشكاوى الفورية.

ورغم زيادة الاستهلاك، لم تلجأ الوزارة إلى إجراءات فصل مبرمج للتيار، كما لم تفرض أي رسوم إضافية على المستهلكين، ما يعكس التزام الحكومة بتوفير خدمة كهربائية مستقرة وامنة دون تحميل المواطنين أعباء جديدة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حافظ السلماوي، أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء، أن تجاوز الموجة الحارة هذا العام جاء نتيجة استعدادات مسبقة، خاصة فيما يتعلق بتأمين إمدادات الغاز.

وأشار السلماوي، في تصريحات خاصة لـ”البورصجية”، إلى أن درجات الحرارة خلال صيف 2025 كانت أقل حدة من العام الماضي، إلا أن الفارق الحقيقي تمثل في زيادة مصادر الغاز، حيث تم تأمين ثلاث وحدات عائمة “سفن التغييز” لتحويل الغاز المسال إلي شكله الطبيعي وضخه للشبكة بدلا من وحدة واحدة فقط العام الماضي، مما ساعد على استقرار الإمدادات من الغاز.

وأضاف أن الوزارة تعاقدت على ما بين 80 إلى 120 شحنة غاز لتغطية الطلب، فضلا عن استخدام مليار قدم مكعب من الغاز المسال، إلى جانب الإنتاج المحلي الذي يبلغ 4.1 مليار قدم مكعب يوميا.

وأكد سلماوي أن نجاح وزارة الكهرباء في تخطي هذا التحدي يعزز ثقة المواطنين في منظومة الطاقة المصرية، ويعكس تطور البنية التحتية وقدرة الدولة على إدارة أزمات الأحمال المتزايدة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *