تمتع الفنان الراحل عبد السلام النابلسي بإطلالة مميزة وخفة دم مفرطة جعلته أحد أبرز نجوم زمن الفن الجميل، فضلا عن الأدوار المميزة التي قدمها كشف من خلالها عن إمكانياته الفنية التي انفرد بها عن باقي زملائه من الفنانين.
ويمر اليوم 54 عاما على رحيل الفنان الكبير عبد السلام النابلسى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 5 يوليو من عام 1968 بعد حاة حافلة بالفن كان فيها أحد عمالقة الكوميديا وصاحب بصمة قوية لا تشه أحد واستطاع أن يبقى فى ذاكرة الأجيال إلى الأبد بطريقته المميزة وفنه العابر للزمن.
ولد عبدالسلام عبدالغني النابلسي فى شمال طرابلس اللبنانية فى 23 أغسطس عام 1899 إلا أن جذوره تعود إلى مدينة نابلس الفلسطينية ، و كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، و أرسله والده إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث حفظ القرآن وأتقن اللغة العربية إلى جانب اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
وبدأ النابلسى حياته العملية كصحفى وعمل في أكثر من مجلة ، حتى أتيحت له الفرصة للعمل بالفن فشارك فى في فيلم غادة الصحراء، ثم فيلم وخز الضمير عام 1931 ، كما عمل مساعد مخرج خاصة مع الفنان يوسف وهبي، و لكنه تفرغ منذ عام 1947 للتمثيل.
حقق النابلسى نجاحاً كبيراً فى أداء الشخصيات الكوميدية و كان يظهر دائما فى دور صديق البطل فى العديد من أفلام فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ واسماعيل يسن.
اقرا ايضاهند صبري في “مهب الريح” بأبو ظبي
وفى حوار نادر للفنان عبد السلام النابلسي اعترف أنه أحب الراقصة زينات علوى بعدما اشتركا معا في فيلم “إسماعيل ياسين في البوليس السرى” عام 1959، وعرض عليها الزواج لكنها رفضت.
ومن عجائب الفنان عبدالسلام النالسى أنه تنبأ بنهاية كاميليا وبأن تموت محترقة فى طائرة، حيث كان أخر فيلم شاركت فيه كاميليا قبل مصرعها هو فيلم أخر كدبة مع فريد الأطرش وسامية جمال وعبدالسلام النابلسى، الذى كان يقوم بدور مندوب شركة تأمين يحاول إقناع كاميليا بأن تؤمن على حياتها، والاغرب أن أخر مشهد مثلته كاميليا فى الفيلم كان عبارة عن حوار يجمعها بعبد السلام النابلسى وكأنه يتبنأ بما سيحدث لها حيث انحنى النابلسى فى المشهد وقال لها :” يامدام ست حلوة زيك لازم تأمنى على حياتك ، انتى لسه شابة وصغيرة مين عارف يمكن يحصلك حاجة ، يمكن تركبى طيارة وتتحرق بيكى والجمال ده يروح كله”، وسمعت كاميليا هذه الكلام من زميلها فى الفيلم دون أن تدرك أنه يتنبأ بما سيحدث لها بالفعل من مأساة فى الطائرة المشئومة.
تعرف النابلسى بعد أن اقترب من الستين على فتاة أحبها وتزوجها رغم فارق السن، وعاش معها حياة سعيدة.
وفى حوار تلفزيونى أكدت جورجيت أرملة النابلسى أن زوجها عانى من أزمة مع مصلحة الضرائب المصرية في أيامه الأخيرة، فسافر إلى لبنان ولم يكن باستطاعته العودة إلى مصر، وأوشك على الإفلاس وهي الأزمة التي أخفاها عن أصدقائه المقربين ومنهم عبدالحليم حافظ.
وعن وفاته أوضحت زوجته أنه كان يصور فيلما في تونس بصحبة فريد شوقي وصباح، وشعر بإرهاق شديد وبعد عودته ب 15 يوما حدثت الوفاة ، وتكفل صديقه فريد الأطرش، بتحمل تكاليف الجنازة.