
ودعت مصر صباح اليوم الثلاثاء الدكتور علي السيد علي المصيلحي، وزير التضامن الاجتماعي والتموين والتجارة الداخلية الأسبق، عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد صراع مع المرض ، ليسدل بذلك الستار على مسيرة مهنية وسياسية امتدت لأكثر من نصف قرن في العمل الأكاديمي والتكنولوجي والإداري والسياسي.
وُلد المصيلحي عام 1949 في مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وتخرج في الكلية الفنية العسكرية عام 1971 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في الهندسة الإلكترونية. حصل على الماجستير عام 1977 من جامعة باريس السادسة، ثم الدكتوراه عام 1980 من المدرسة العليا متعددة التقنيات بباريس في مجال استخدام الحاسبات في تصميم الدوائر المصغرة.
بدأ مشواره الأكاديمي بالكلية الفنية العسكرية رئيسًا لقسم الحاسب، ودرّس مواد التصميم باستخدام الكمبيوتر وتحليل النظم وهندسة البرمجيات وقواعد البيانات، قبل أن ينتقل للعمل في القطاع الخاص مديرًا عامًا لشركة تكنولوجيا معلومات لمدة 19 عامًا، أشرف خلالها على مشروعات كبرى في قطاعات الصناعة والسياحة والبترول.
من التكنولوجيا إلى العمل العام
في عام 1999، تم تعيينه كبير مستشاري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث وضع الخطة القومية لتطوير القطاع وأشرف على مشاريع استراتيجية في الحكومة الإلكترونية والضرائب وموانئ دمياط والعين السخنة.
تولى رئاسة الهيئة القومية للبريد المصري من 2002 إلى 2005، وقاد خطة إصلاح شاملة تضمنت تطوير البنية التحتية، والميكنة، والخدمات الإلكترونية.
عُيّن وزيرًا للتضامن الاجتماعي في ديسمبر 2005، واستمر حتى فبراير 2011 في حكومتي أحمد نظيف وأحمد شفيق. ثم انتُخب رئيسًا للجنة الاقتصادية بمجلس النواب، قبل أن يعود للحكومة وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية في فبراير 2017 وحتى يونيو 2024، حيث أشرف على تطوير منظومة الدعم والبطاقات التموينية وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية.
ظل المصيلحي طوال مسيرته مثالًا للمسؤول الذي يجمع بين الرؤية التكنولوجية والخبرة الاقتصادية والبعد الاجتماعي، تاركًا إرثًا مهنيًا وإنسانيًا مشهودًا.