
في لحظة فارقة ضمن مسار البرنامج النووي المصري، تستعد مصر غدا الأربعاء 19 نوفمبر 2025 لتنفيذ واحدة من أهم العمليات الهندسية في مشروع محطة الضبعة النووية، حيث يتم تركيب وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى، في حدث رسمي يحضره وفدان رفيعا المستوى من مصر وروسيا، ليؤكد عمق الشراكة بين البلدين وسير المشروع وفق المخطط الزمني المعلن.
العيد الخامس للطاقة النووية
ويتزامن تنفيذ عملية التركيب مع الاحتفال بالعيد الخامس للطاقة النووية، في دلالة رمزية على التقدم المحقق في أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر، واعتمادها على أحدث تقنيات الأمان والسلامة الدولية.
وأنهت الفرق الهندسية استعداداتها داخل مبنى احتواء المفاعل، والتي شملت تركيب مكونات هندسية دقيقة تمهيدا لاستقبال وعاء الضغط، أبرزها حلقة الدعم Support Ring، وجملون الدعم Supporting Truss، وجملون الدفع Thrust Truss.
كما تجرى عمليات الفحص النهائي قبل رفع الوعاء باستخدام رافعة ثقيلة بقدرة 2000 طن، لضمان إنزاله في موقعه بدقة تتوافق مع التصميمات الفنية للمفاعل من طراز VVER-1200 .
وكان ميناء الضبعة التخصصي قد استقبل في 21 أكتوبر 2025 وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى، وهو أحد أهم مكونات منظومة الأمان النووي، إذ يضم قلب المفاعل ويصمم لتحمل الضغوط ودرجات الحرارة المتطرفة، مع إحكام كامل يمنع أي تسرب أثناء التشغيل، ويحتوي الوعاء على قلب المفاعل بما يشمله من حزم الوقود النووي وقضبان التحكم وأنظمة القياس والحجز الداخلي.
وتتمثل وظيفته الأساسية في احتواء التفاعل الانشطاري بشكل آمن، ونقل الحرارة الناتجة إلى المبرد الرئيسي، مع قدرته على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والضغوط الهائلة والإشعاعات النووية طوال فترة تشغيل تصل إلى 60 عاما.
وتاتي المواصفات الفنية لوعاء ضغط المفاعل، بارتفاع 11.185 متر، و قطر خارجي عند الحافة 4.57 متر، و بسمك يقارب 30 سنتيمترا، وبوزن: نحو 331 طنا، وتعد محطة الضبعة النووية أكبر مشروع للطاقة في تاريخ مصر، حيث تضم أربع وحدات نووية بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، وتعتمد على مفاعلات الجيل الثالث المطور VVER-1200 المستخدمة في عدد من الدول حول العالم.
وبموجب العقود الموقعة منذ 11 ديسمبر 2017، لا يقتصر دور الجانب الروسي على بناء المحطة، بل يشمل أيضا، توريد الوقود النووي طوال عمر التشغيل، وتدريب الكوادر المصرية ودعم التشغيل والصيانة خلال أول 10 سنوات، وإنشاء مرافق تخزين للوقود المستنفد وتوفير الحاويات الخاصة به.
ويمثل تركيب وعاء الضغط علامة حاسمة تؤكد التزام مصر بالجدول الزمني للمشروع، وتقربها من تشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، بما يعزز أمن الطاقة ويعطي مصر مكانة متقدمة على خريطة الطاقة الإقليمية والعالمية.





