كشفت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، عن رحلتها الناجحة في العمل العام؛ منذ نشأتها في أسرة تهتم بالعمل العام، حيث مرت تلك الرحلة بخمس محطات أولها في المدرسة وحفاظها الدائم على المشاركة في العمل العام بجانب الدراسة كرئيسة لاتحاد الطلبة الذي صاحبه تفوقا في الدراسة وحصولها على جائزة أفضل رئيس اتحاد طلبة، ثم في المحطة الثانية كطالبة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ثم أستاذة بذات الكلية، مشيرة إلى أن مساهمتها في تلك المرحلة لم تكن فقط كأستاذة بالكلية ولكنها قدمت كذلك عدد من الاستشارات لعدد من الدراسات في الحكومة ومنها أول دراسة لتعميق سوق رأس المال، وأول دراسة لاستراتيجية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أهمية التوازن بين العمل والالتزامات الأسرية وهو ما يحتاج المساندة من الأصدقاء والمقربين.
ثم انتقلت السعيد للحديث عن محطتها الثالثة كمستشار محافظ البنك المركزي بنهاية 2002 وهي المرحلة التي شهدت إصلاحات في القطاع المصرفي، حيث عملت كمدير للمعهد المصرفي المصري، ثم انتقلت السعيد بالحديث عن المحطة الرابعة وتوليها منصب عمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في عام 2011 كأول عميد منتخب وذلك في فترة من أصعب الفترات التي مرت بحياة الأمة سياسيًا، إلى الوصول للمحطة الخامسة وهي انضمامها إلى تشكيل الحكومة المصرية في وقت شهدت فيه الدولة المصرية تجربة جديدة من البناء والتنمية كوزيرة للتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري عام 2017، ثم وزيرة للتخطيط والتنمية الاقتصادية في 2019 حتى حصولها على جائزة أفضل وزيرة عربية في 2020 والذي هو تقدير لدور المرأة في مصر والمكتسبات التي حققتها المرأة المصرية في مواقع اتخاذ القرار.
وأوضحت السعيد أن تلك المحطات نتج عنها مجموعة من الرسائل، أولها هو أهمية التعليم والتدريب والمثابرة لفتيات المستقبل والأجيال القادمة فهو أساس النجاح، والرسالة الثانية هي ان العمل الجماعي أساس النجاح، مؤكدة أهمية تحفيز وتشجيع الصف الثاني، والرسالة الثالثة تتمثل في أهمية المساندة من المحيطين والأسرة والأصدقاء حتى نصل للنجاح المنشود، مشيرة إلى ان الرسالة الرابعة تتمثل في أهمية التميز وخلق قيمة مضافة في أي مكان مهما كانت التحديات والصعاب.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في حفل إطلاق النسخة العربية من كتاب “بنات النيل” وذلك بمقر المجلس القومي للمرأة بحضور الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس، والكاتبة سامية إسكندر، صاحبة فكرة الكتاب ومُحررته، وعدد من السيدات من النماذج المصرية الملهمة.
وأعربت الدكتورة هالة السعيد عن سعادتها وسط هذا الجمع المتميز من السيدات، وأنها كانت احدى السيدات التي تم اختيارها لتكن ضمن سيدات “بنات النيل” الذي يعد تجربة متميزة وجديدة لتوثيق الإنجازات المهنية لنحو ثمانية وثلاثين سيدة مصرية، متمنية أن يكون الكتاب ثمرة لسلسة متميزة لمجموعة من الكتب عن السيدات الملهمات التي تزخر مصر بهن، مشيرة إلى أن الكتاب يركز على تقديم نماذج نسائية إيجابية تحتذي بها الأجيال الجديدة في مصر وخارجها.
أضافت السعيد أن كتاب “بنات النيل” به ميزتان مهمتان، أولهما أنه يغير الصورة النمطية السائدة عن المرأة المصرية، والميزة الاخرى أنه يقدم القدوة والنماذج الناجحة، مؤكدة أهمية ابراز القدوات الناجحة أمام العالم مما يساعد في خلق أجيال قادرين على أن يكونوا قادة للمستقبل.