
تبادلت روسيا وأوكرانيا اليوم الأحد، الاتهامات بخرق هدنة عيد الفصح القصيرة الأمد التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس السبت.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد عبر حسابه على موقع “إكس”، إن القوات الروسية تواصل قصفها وهجماتها على الجبهة رغم الهدنة، متهمًا موسكو بمواصلة هجماتها.
وتظهر هذه الاتهامات صعوبة فرض وقف لإطلاق النار ولو لثلاثين ساعة فقط، في القتال المستمر منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.
في 24 فبراير 2022، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهجوم محدود على أوكرانيا من قبل القوات المسلحة الروسية التي تركزت سابقًا على طول الحدود، وتبع الهجوم غارات جوية استهدفت المباني العسكرية في البلاد، وكذلك دخول الدبابات عبر حدود بيلاروسيا.
وآنذاك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في جميع أنحاء أوكرانيا. سُمعت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا معظم اليوم.
القصف الروسي متواصل
وقال زيلينسكي، على وسائل التواصل الاجتماعي “في مختلف اتجاهات خط المواجهة، سجلت حتى الآن 59 حالة قصف روسي وخمس هجمات شنتها وحدات روسية”، نقلا عن تقرير صدر الساعة السادسة صباحا (03:00 ت ج) عن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي.
وأضاف أنه خلال الساعات الست التي سبقت منتصف ليل السبت سجلت “387 حالة قصف و19 هجوما شنتها القوات الروسية”، حيث “استخدم الروس طائرات مسيرة 290 مرة”، غير أن القوات الجوية الأوكرانية لم تعلن صباح الأحد وقوع أي هجمات بطائرات مسيّرة أو اخرى صاروخية.
وقال زيلينسكي “بشكل عام، وحتى صباح عيد الفصح، يمكننا القول إن الجيش الروسي يحاول اعطاء انطباع عام بوقف إطلاق النار، بينما لا يزال في بعض المناطق يواصل محاولاته المعزولة للتقدم وإلحاق خسائر بأوكرانيا”.
أوكرانيا تتوعد بالرد
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا سترد “بشكل متكافئ” على أي هجمات.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في إفادة صحفية “رغم إعلان هدنة عيد الفصح، حاولت وحدات أوكرانية ليلا مهاجمة مواقع روسية في منطقتي سوخايا بالكا وبوجاتير في دونيتسك، وصدّت هذه المحاولات”، في إشارة إلى قرى تقع في الجزء الخاضع لسيطرة روسيا من منطقة دونيتسك الشرقية.
وأعلنت موسكو أن كييف هاجمت أيضا مناطق بريانسك وكورسك وبيلجورود الحدودية الروسية، قائلة إن “النتيجة كانت سقوط قتلى وجرحى من المدنيين”.
وأشارت إلى أن الوحدات الأوكرانية “قصفت مواقع قواتنا 444 مرة، ونفذت 900 غارة بطائرات مسيرة”.
وأصرت روسيا على أن قواتها اعتبارا من الساعة 15,00 بتوقيت جرينتش السبت، “التزمت بوقف إطلاق النار بشكل صارم، وبقيت على خطوط المواجهة والمواقع التي احتلتها سابقا”
وعند إعلانه الهدنة السبت، طلب بوتين من القوات الرد عسكريا على أي انتهاك للهدنة.
فرصة للسلام
وفي منشوره الأحد، أكد زيلينسكي أنه “يجب على روسيا الالتزام الكامل بشروط وقف إطلاق النار. لا يزال اقتراح أوكرانيا بتنفيذ وتمديد وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما بعد منتصف ليل اليوم مطروحا”.
وأشار في وقت سابق إلى أن “30 يوما قد تمنح السلام فرصة”.
هدنة روسية قصيرة
وكان بوتين أعلن عن الهدنة قصيرة الأمد في تصريحات متلفزة خلال ترؤسه اجتماعا لكبار القادة العسكريين.
وذكر بوتين أن قرار روسيا المضي بالهدنة “مبني على أساس أن الجانب الأوكراني سيحذو حذونا، ويجب على قواتنا أن تكون مستعدة لمقاومة خروق محتملة للهدنة واستفزازات من جانب العدو، وأي أعمال عدوانية”.
وتابع بوتين أن الهدنة المعلنة السبت ستبيّن “مدى صدقية استعداد نظام كييف ورغبته وقدرته على الالتزام بأي اتفاقات والانخراط في محادثات للسلام”.
ضغوط أمريكية لوقف الحرب
يأتي وقف النار القصير الأمد الذي أعلنته روسيا، في حين يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على كل من موسكو وكييف للقبول بهدنة، لكنه لم ينجح بعد في انتزاع تنازلات من الكرملين.
وقال ترامب الجمعة إن الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل “قريبا” إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.