ارتفاعات كبيرة تشهدها أسعار الأجهزة الكهربائية يومًا بعد يوم، مما شكل صدمة للمقبلين على الزواج، حيث تعد الأجهزة الكهربائية من أساسيات تكوين المنزل التي على كل عروس شراؤها قبل إتمام الزواج، ومع الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأجهزة الكهربائية أصبح شراء أحدث الأنواع وأجودها حلم بعيد المنال للكثيرين.
وأوضح أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية بالغرف التجارية، أن أسعار الأجهزة الكهربائية بدأت في الارتفاع بشكل مبالغ فيه منذ 2020 مع بدء أزمة فيروس كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وبعدها تعويم الجنيه، ثم تأخر الإفراج عن مستلزمات الإنتاج في الخارج، مما أدى إلى وجود نقص في مستلزمات الإنتاج لدى المصانع وبالتالي أصبح هناك نقصًا في البضائع وارتفعت الأسعار.
وأشار “هلال”، خلال تصريحات لجريدة “البورصجية”، أن نسبة الارتفاع في أسعار الأجهزة الكهربائية تخطت 100% خلال عام 2023، مؤكدًا أن المبيعات تأثرت بشكل كبير بسبب ارتفاع الأسعار.
وقدم حلولًا لأزمة ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية قائلًا إن أبسط هذه الحلول أن يكون لدى مصر مصنع صاج وستانلس ونحاس، لأن هذه العناصر تدخل بشكل مباشر في صناعة الأجهزة الكهربائية، وكذلك لابد من توفير كافة مستلزمات الإنتاج للمصانع، بالإضافة إلى تثبيت سعر الدولار.
وأكد أن العروض على الأجهزة الكهربائية في شهر يناير تكون وهمية، لأن بعض الشركات تستعد لذلك من خلال رفع الأسعار باستمرار بداية من شهر نوفمبر بنسبة 10%، وهذا الارتفاع غير منطقي، متابعًا: “الارتفاعات دي غير معقولة وبتبدأ من شهر 11 برفع الأسعار 10% وبعدين 10% فتيجي مناسبة معينة فيعملوا خصم 20%”.
وتقول منى عبد الكريم، 59 عامًا، والدة إحدى الفتيات المقبلات على الزواج، إن أسعار الأجهزة الكهربائية أصبحت مرتفعة للغاية، وإن الأسعار غير منطقية فهي في زيادة كل يوم، لافتة إلى أنها سألت عن أسعار بعض الأجهزة الكهربائية في منتصف شهر نوفمبر وعندما أعدت النقود المناسبة لشراؤها وذهبت للمكان ذاته بعد أسبوعين وجدت زيادة في الأسعار تتراوح ما بين 500 إلى 1000 جنيه في الجهاز.
وتابعت “عبد الكريم”، أنه بعد غلاء الأسعار ستضطر إلى شراء أجهزة جودتها أقل وأصغر حجمًا مما كانت تريد، لافتة إلى أن أسعار شاشة التلفاز الـ43 بوصة تتراوح ما بين 9 إلى 10 آلاف جنيهًا، وأقل سعر للثلاجات هو 16 ألف جنيهًا، وأقل سعر للبوتاجاز هو 7000 جنيهًا، أما الغسالات الـ7 كيلو فتبدأ أسعارها من 17 ألف جنيهًا.
وأضافت: “أقل جهاز عروسة دلوقتي محتاج 50 ألف جنيه للأساسيات بس الشاشة والتليفزيون والغسالة والبوتاجاز ولسه مطلوب كمان مكنسة كهربائية ومراوح وفرن، غير باقي جهاز العروسة من مفروشات وأدوات المطبخ، وده عبء كبير علي أهل أي بنت خاصة لو في أخوات بنات تانيين ليها، وأنا قررت استنى عروض شهر يناير عشان أقدر أشتري بمبلغ أقل”.
وبسؤال سعد صابر، صاحب أحد محال الأجهزة الكهربائية في الهرم، قال إن أسعار الأجهزة الكهربائية أصبحت تختلف من اليوم للآخر، ولا يوجد سعر ثابت لها، مضيفًا: “كل يوم بسعر مفيش سعر معين”.
وأوضح “صابر”، أن اختلاف الأسعار يوميًا يرجع إلى أن هناك نقصًا في بعض الأجهزة الكهربائية، متابعًا: “بيجيلنا مقاس كبير أو صغير، والناس بتطلب مقاسات معينة مش بنلاقيها، وبنستنى وقت كبير على ما الشركات توردلنا الأجهزة المطلوبة”.
وذكر أن إنتاج المصانع أصبح قليلًا وبالتالي فأن الأجهزة التي تضخ في السوق قليلة، مضيفًا: “سعر الدولار هو حجة الموردين لرفع سعر الأجهزة، وكل يوم يقولوا أصل الدولار زاد، والناس بدأت تشتري الأنواع والأحجام الأقل في الأجهزة الكهربائية وفي جهاز العروسة، فبدل ما كانوا بيشتروا تلاجة 16 قدم بقوا يشتروا تلاجة 14 قدم، وبدل ما يشتروا تليفزيون 43 بوصة بقوا يشتروا 32 بوصة، لأن لما بيسألوا على أسعار الأجهزة بيلاقوها عالية فبيبدأوا يسألوا على الأقل”.
وأشار إلى أن الإقبال على شراء الأجهزة الكهربائية أصبح ضعيفًا للغاية منذ شهرين، والسبب في ذلك بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار هو انتظار البعض عروض شهر يناير، متابعًا: “عروض شهر يناير بتكون أي كلام وضحك على الناس بس الناس بتقتنع بيها وتستناها”.