حالة من الفرح سيطرت على العالم العربي، أمس الأربعاء، بعد إعلان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي من المقرر أن يدخل حير التنفيذ يوم الأحد المقبل، الموافق 19 يناير.
ومنذ إعلان الاتفاق وهناك تعليقات وتوقعات من قبل خبراء سياسيين وعسكريين بشأن الاتفاق ومستقبل غزة ودور مصر في الوصول لتلك الخطوة الهامة.
“وقف النار” عكس دور مصر وثقلها في الشرق الأوسط
فمن جانبه، أكد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن التوصل لوقف إطلاق النار هو عاكس وكاشف للأدوار التى لعبتها القاهرة وقامت بها الدولة المصرية وثقلها فى الشرق الأوسط.
وأضاف البرديسي، خلال تصريحات تليفزيونية، أن القاهرة استمرت فى الدفع لإنجاح ذلك الاتفاق وجهودها مستمرة ومضنية على مدار الساعة فى كل المسارات، وأن جهود الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية كشف دور الدولة والثقل الاستراتيجى لها وقوتها وخبراتها فى الحرب والسلام والتفاوض.
نتنياهو سيستمر في تصعيد عملياته العسكرية حتى تنفيذ الاتفاق
في حين علق اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، على وقف إطلاق النار، قائلًا إن هناك توقعات بأن يستمر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية خلال الـ3 أيام المتبقية وحتى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع عبدالمحسن، خلال تصريحات تليفزيونية، أنّ الهدف من هذه العمليات قبل تنفيذ الاتفاق معروف، خاصة أن نتنياهو وعلى مدار 15 شهر من العمليات العسكرية المستمرة المكثفة التي تستهدف البنية التحتية وإحداث أزمة إنسانية من خلال الخسائر البشرية العالية، لم يحقق أهدافه في القضاء على حركة حماس.
وأضاف: “لذا ف أن نتنياهو يستثمر هذا الوقت في تحقيق أي إنجاز على الأرض عبر استمرار التدمير والاستهدافات، بهدف جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة، مؤكدًا أنّ هناك إصرار مصري قطري أمريكي على الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
الاتفاق يحقق مكاسب لطرفي النزاع
ومن جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك دفعة قوية تحققت لمأساة الشعب الفلسطينى نحو الحل، وبالتالى ينهى معانات عاشها الفلسطينيين لمدة 15 شهرًا.
وأشار بدر الدين، خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن الاتفاق يحقق مكاسب لطرفى النزاع، وهى إيقاف إطلاق النار وتبادل الأسرى والذى سيتم على مراحل.
وأضاف أن ما يتم إقراره والاتفاق عليه لا يحدث تراجع عنه والذى يتطلب أن تكون هناك متابعة دولية وعربية لضمان تنفيذ بنود هذا الاتفاق، موضحًا أن مصر كان لها دور كبير في هذا الإنجاز، وأن القوة العسكرية الإسرائيلية لم تحسم الأمور لصالحها، و عجزت عنه خلال 15 شهرًا.
لا يمكن تجاوز حركة حماس
وقال الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الوضع في غزة سيكون أكثر استقرارًا بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع عبد الجواد، خلال تصريحات تليفزيونية، “السؤال الأهم حاليًا هو: ماذا سيحدث في اليوم التالي لوقف إطلاق النار؟”.
ونوه بأنه لا يمكن تجاوز حركة حماس، ولكن الواقع غيرها بالفعل، متمنيًا أن يكون هناك توافق في الداخل الفلسطيني.