
محمد ربيع
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هجومًا على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بسبب ميزانيتها الضخمة التي تبلغ نحو 40 مليار دولار سنويًا، داعيًا لطرد المسؤولين فيها.
وقال ترامب، اليوم الاثنين، إن “الوكالة الرسمية للمساعدات الإنمائية، التي تبلغ ميزانيتها نحو 40 مليار دولار سنويًا، بصدد طرد مديريها”.
وأعطت إدارة ترامب، العشرات من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إجازة مؤقتة مدفوعة الأجر، ومنح اثنين من كبار المسؤولين المشرفين على العمليات الأمنية للوكالة إجازة مؤقتة مدفوعة الأجر، بعد رفضهم تسليم “وثائق سرية” إلى مسؤولي وزارة الكفاءة الحكومية بقيادة إيلون ماسك.
ترامب وافق على إغلاقها
وكشف ماسك، الإثنين، عن موافقة الرئيس ترامب على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وجاء هذا الإعلان في إطار جهود الإدارة الحالية لتقليص الإنفاق الحكومي، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
وأُبلغ موظفو “USAID” ليل الأحد الإثنين، بالبقاء في منازلهم، وتم إغلاق مقر الوكالة في واشنطن. وأُزيلت الشعارات والصور من مكاتب الوكالة، وتم تعطيل موقعها الإلكتروني.
منظمة إجرامية
وانتقد، إيلون ماسك، الذي كلفه ترامب بتقليص الإنفاق الفيدرالي، أمس، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عبر منصته “إكس”، واصفًا إياها بـ”المنظمة الإجرامية”.
وأضاف ماسك في منشوره أن الوكالة استخدمت أموال دافعي الضرائب لتمويل أبحاث حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك فيروس كوفيد-19 الذي تسبب في وفاة ملايين الأشخاص.
مجانين متطرفين
من جانبه، اعتبر ترامب أن هذه المؤسسة الأمريكية الكبرى، تُدار من طرف “مجانين متطرفين”، مؤكدًا عزمه على التخلص منهم قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل أنشطتها.
ويسلط موقع “البورصجية” الضوء على هذه الوكالة وماهي مهامها وأنشطتها؟
مهام الوكالة
تصدرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قائمة الأهداف في حملة إدارة ترامب لإعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية.
تأسست الوكالة سنة 1961 في عهد الرئيس كينيدي لمواجهة النفوذ السوفيتي آنذاك، وأصبحت وكالة مستقلة بموجب قانون المساعدات الخارجية.
وتقدم الوكالة المساعدات الإنسانية والتنموية عبر تمويل المنظمات غير الحكومية، الحكومات الأجنبية، والمنظمات الدولية.
وفي 2023، تجاوزت ميزانيتها 40 مليار دولار، ما يمثل 1% من الميزانية الفيدرالية الأمريكية، وتعمل في حوالي 130 دولة، أبرزها أوكرانيا، إثيوبيا، الأردن، الكونغو الديمقراطية، والصومال، بحسب وكالة “فرانس برس”.
10 آلاف موظف
يعمل في الوكالة أكثر من 10 آلاف موظف، يتوزع ثلثاهم في أكثر من 60 بعثة حول العالم، وتنفذ الوكالة مشاريعها من خلال شراكات مع منظمات دولية وجامعات وحكومات أجنبية.
أولوياتها
في شهر مارس 2023، وضعت الوكالة ثلاث أولويات رئيسية: مواجهة التحديات العالمية مثل الطوارئ المعقدة والأمن الصحي، تطوير شراكات لدعم التنمية المحلية وتعزيز فعالية الوكالة.
وتشمل مشاريعها تقديم مساعدات للمناطق المتضررة من المجاعة في السودان مثلا، توفير التعليم للأطفال النازحين في أوكرانيا، وتدريب العاملين في الصحة في رواندا.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ترامب من المتوقع أن يصدر أمرا تنفيذيا هذا الأسبوع لدمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة الخارجية.
وفي أول تعليق له، قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن برامج الوكالة تخضع للمراجعة لإلغاء أي برنامج “لا يخدم المصلحة الوطنية”، مشيرًا إلى أن المراجعة التي تستمر 90 يومًا أسفرت عن “تعاون أكبر” من المتلقين للمساعدات الأمريكية.
ولطالما انتقد ترامب هذه المساعدات واصفا إياها بأنها “تسهم في زعزعة السلام العالمي، من خلال الترويج لأفكار في الدول الأجنبية تتعارض بشكل مباشر مع العلاقات الداخلية والخارجية المتناغمة والمستقرة بين الدول”.