
في أقل من 14 يومًا، تحولت حسابات شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ملفات تحقيق في أروقة النيابة. وجوه كانت تبث الضحكات وتلاحق نسب المشاهدات، وجدت نفسها أمام تهم ثقيلة تتنوع بين نشر محتوى خادش، التحريض على الفسق، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
خلف الأبواب المغلقة، كانت الأجهزة الأمنية تدير واحدة من أوسع حملاتها الرقمية، تنتهي كل ليلة باسم جديد على قوائم الضبط.
أول الشرارة: “ابنة الرئيس المزعومة”
السيناريو بدأ من الإسكندرية، حين دوهم منزل صاحبة حساب “ابنة الرئيس حسني مبارك”، بعد بلاغ من فنانة شهيرة تتهمها بالتشهير والادعاء الكاذب حول تجارة الأعضاء البشرية.
لكن المفاجأة أن التحقيق كشف عن تحويلات مالية من الخارج، وهواتف محملة بأسرار قد تفتح قضايا أكبر.
ملايين في المحافظ الإلكترونية
لم تكن الحملة مجرد ملاحقة لمقاطع الفيديو، بل كشفت عن عالم خفي من الأرباح الضخمة هواتف البلوجرز كانت تحمل محافظ إلكترونية بملايين الجنيهات، بعضها قادم من الخارج، ما أضاف شبهة “التربح غير المشروع” إلى قائمة الاتهامات كما عُثر على مضبوطات متنوعة بين أسلحة نارية غير مرخصة ومخدرات.
أسماء لامعة على قوائم الضبط
لم تتوقف القصة عند اسم أو اثنين، بل شملت الحملة أكثر من 28 بلوجر وتيك توكر. من بينهم “أم مكة” و“أم سجدة” و“مداهم” و“علياء قمرون” و“سوزي الأردنية”، وصولًا إلى “شاكر” ومدير أعماله اللذين ضُبطا ومعهما أسلحة ومخدرات.
أما “قمر الوكالة” و“أم عمر فراولة” و“بيتر تاتو” فقد واجهوا اتهامات بنشر محتوى خادش، بينما سقط “خالد الرسام” و“طارق بلاك” في قبضة الأمن بتهم مشابهة.
يوميات القبض.. تساقط الأسماء كقطع الدومينو
مع توالي الأيام، كان المشهد يتكرر: بلوجر يبث محتوى مثير للجدل في المساء، وخبر القبض عليه ينتشر في الصباح. “نعمة أم إبراهيم”، “حسناء شعبان”، “مونلي”، “داني تاتو”، “فادي تاتو”، “نوجا”، “إسلام عاطف”، “جومانا نستون”، “لوشا”، “هبة طارق”، “ياسمين”، و“لوليتا”… حتى جاء اليوم الأخير بسقوط “موري ست الكل” و“بسمة” أم ملك ” لتنتهي الحملة كما بدأت… بسرعة وحسم.
نهاية الفوضى الرقمية
على منصات التواصل، انقسم الجمهور بين مؤيد يرى في الحملة ضرورة لوقف الفوضى، ومعارض يعتبرها قيدًا على حرية المحتوى.
لكن المؤكد أن هذه الأيام القليلة رسمت خطًا فاصلًا بين ما قبل وما بعد، وأرسلت رسالة واضحة “الشهرة الرقمية لا تعفي من الحساب، وأن اللعب على حافة القانون قد ينتهي في قفص الاتهام”.