مصر

من الإسكندرية إلى درنة ودبي: المدن العربية تغرق وتغير المناخ المتهم 

في أقل من عام، تعرضت ثلاث مدن عربية كبرى — الإسكندرية، درنة، ودبي — لأمطار وسيول وفيضانات مدمرة وغير معتادة.

هذه الكوارث الطبيعية غير المسبوقة قلبت حياة الآلاف رأسًا على عقب، وأعادت الجدل حول دور تغير المناخ في تلك الظواهر المتطرفة، سواء بسبب تزايد الانبعاثات الكربونية أو نتيجة التجارب البشرية في “تعديل الطقس”.

 

من الشوارع الغارقة في عروس البحر المتوسط، إلى مشاهد الانهيارات في مدينة درنة الليبية، وصولًا إلى الطرق العائمة في قلب دبي، تتسارع الأحداث المناخية، وتتصاعد الأسئلة: هل نحن في عصر “غرق المدن”؟ وهل ما زال هطول الأمطار طبيعيًا أم تُحركه تدخلات بشرية؟

 

 

غرق عربي متكرر… وظواهر مناخية غير مسبوقة

 

الإسكندرية (مايو 2025):

 

شهدت المدينة الساحلية المصرية أمطارًا غزيرة فاجأت السكان، تسببت في شلل مروري وغرق أحياء كاملة، وسط دهشة من توقيت الأمطار ومعدلها القياسي.

 

درنة (سبتمبر 2023):

 

إعصار “دانيال” دمّر المدينة الليبية، وتسبب في انهيار سدين رئيسيين، ما أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص في واحدة من أبشع الكوارث الطبيعية في تاريخ ليبيا الحديث.

 

دبي (أبريل 2024):

 

أمطار قياسية أغرقت شوارع الإمارة، وسط اتهامات بضلوع برامج “تلقيح السحب” في تضخيم الكارثة، رغم نفي السلطات الرسمية لأي علاقة مباشرة.

 

رغم المسافات الجغرافية الشاسعة بين هذه المدن، فإنها جميعًا تشهد نمطًا متكررًا من الفيضانات والمناخ المتطرف، ما يعزز الشكوك بوجود متغير جديد في المعادلة المناخية.

 

 

 

تغير المناخ: تهديد متصاعد لا يعرف الحدود

 

تحذر تقارير منظمات الأرصاد الجوية الدولية من أن العالم دخل مرحلة حرجة من تغير المناخ:

 

ارتفاع متواصل في درجات الحرارة.

 

اضطراب في الفصول والمواسم.

 

زيادة شدة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة.

 

 

تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق عُرضة لهذه الظواهر، وسط توقعات بارتفاع وتيرة الفيضانات، والأعاصير، ونوبات الجفاف.

 

 

 

تعديل الطقس: العلم الذي يثير القلق

 

تسعى بعض الدول للتحكم في الطقس عبر ما يُعرف بالهندسة المناخية، وهي تقنيات تهدف للتلاعب بالظروف الجوية:

 

الإمارات: تمتلك أحد أنشط برامج تلقيح السحب عالميًا، حيث يتم تحفيز هطول الأمطار صناعيًا لمواجهة الجفاف.

 

الصين: تدير مشروعًا ضخمًا لتعديل الطقس يغطي نصف أراضيها تقريبًا، ويُستخدم خلال الأحداث الكبرى وسبق استخدامه خلال اولمبياد بكين ومواسم الزراعة.

 

الولايات المتحدة: بدأت بتجارب في هذا المجال أثناء حرب فيتنام، وتطورت لتشمل برامج مدنية في ولايات تعاني الجفاف.

 

 

لكن هذه التجارب لا تخلو من الجدل؛ إذ يحذر العلماء من أن التدخل في نظام الطقس قد يؤدي إلى اختلالات بيئية في دول أخرى، وأن تبعاتها قد لا تكون محصورة داخل الحدود الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *