
مع ختم جلسات هذا الأسبوع، أغلقت الأسواق المالية في المنطقة العربية (أبوظبي – دبي – السعودية – مصر) على تباين ملحوظ في الأداء، مدفوعة بعوامل اقتصادية محلية وإقليمية، إضافة إلى التأثيرات المباشرة للسياسة النقدية الأمريكية وتذبذب أسعار النفط.
ففي الوقت الذي اتسمت فيه الأسواق الخليجية بالحذر نتيجة تباين نتائج أرباح الشركات المدرجة، واصل السوق المصري تسجيل مستويات قياسية، مدعومًا بزخم اقتصادي داخلي وتراجع معدلات التضخم. وفي تعليق علي اداء الأسواق العربية.
قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال، في تصريح خاص لـ البورصجية ،إن أسواق الإمارات أظهرت أداءً متماسكًا رغم الضغوط. ففي سوق أبوظبي للأوراق المالية، أغلق المؤشر قرب مستوى 10,251 نقطة، محققًا ارتفاعًا سنويًا يفوق 13.4%، لكن الأداء الأسبوعي شهد تراجعًا طفيفًا بنحو –0.1%، نتيجة تباين نتائج الشركات؛ حيث حققت Dana Gas مكاسب، في حين تعرضت شركات أخرى لضغوط على الأرباح. أما سوق دبي المالي، فسجل انخفاضًا محدودًا بين –0.4% و–0.6%، نتيجة ضعف أرباح بعض الشركات الكبرى مثل Emaar وAmlak، رغم تحقيق Salik نموًا لافتًا في أرباحها الفصلية بنسبة +49.6%، ما وفر دعمًا نسبيًا للمؤشر.
وأضافت جول: “الأسواق الإماراتية تحتفظ بجاذبيتها على المدى المتوسط، خاصة مع استمرار التدفقات الاستثمارية الأجنبية، إلا أن نتائج الأرباح الفصلية ستظل العامل الحاسم في تحديد اتجاه المؤشرات. أتوقع تحركات عرضية خلال الأسابيع المقبلة، مع فرص صعود في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية.
السعودية: الضغوط مستمرة وسط هبوط النفط في السوق المالية السعودية (تداول).
ظل الأداء تحت الضغط مع تراجع المؤشر العام بنسبة تراوحت بين –0.3% و–0.4%، ليبقى قريبًا من أدنى مستوياته في شهرين. وجاء الانخفاض متأثرًا بنتائج ضعيفة لشركات مثل Methanol Chemicals وArabian Contracting، إلى جانب تأثير تراجع أسعار النفط دون مستوى 70 دولارًا للبرميل.
ورغم ذلك، برزت بعض الأسهم الفردية مثل Saudi Industrial Investment وSaudi Printing، التي تجاوزت مكاسبها +4%، ما يعكس فرصًا انتقائية وسط السوق الضعيف. وقالت جول: “السوق السعودي يمر بمرحلة تصحيحية طبيعية، لكنها قد تطول إذا استمرت أسعار النفط في التراجع.
من المتوقع أن تبقى السيولة محدودة، مع استمرار الضغوط على الأسهم القيادية، بينما تبقى الفرص متاحة في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات النمو السريع.
مصر: صعود تاريخي وثقة متزايدة
سجل المؤشر EGX30 مستوى قياسيًا جديدًا عند 35,576 نقطة، بارتفاع أسبوعي تراوح بين +1% و+1.6%، مدعومًا بأداء قوي لأسهم مثل Orascom وSidi Kerir. وجاء الدعم الأكبر من تراجع معدل التضخم السنوي إلى 13.9% في يوليو مقابل 14.9% في يونيو، مما عزز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، ورفع مستويات السيولة.
وأضافت جول: “السوق المصري يعيش واحدة من أقوى فتراته التاريخية، وإذا استمر التضخم في التراجع، أتوقع استمرار الزخم الإيجابي، مع إمكانية اختبار المؤشر لمستويات أعلى، خاصة إذا دعمت ذلك سياسات نقدية مرنة.”
ترى جول أن الأسواق الخليجية ستظل مرتبطة بشكل وثيق بتحركات السياسة النقدية الأمريكية وأسعار النفط، مما قد يحد من مكاسبها على المدى القصير.
وفي المقابل، يمتلك السوق المصري ميزة نسبية واضحة بفضل تحسن المؤشرات الاقتصادية وانخفاض التضخم.