بعد مكوثه على كرسي البيت الأبيض، عاود الرئيس الأمريكي تصريحاته المجنونة والمثيرة للجدل، وآخرها مخططه للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا، خاصة بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، وإصراره على موقفه رغم الرفض العربي والدولي الواسع لفكرة التهجير أو التوطين.
وانتفضت صحف العالم الصادرة اليوم الأربعاء، في وجه مخطط ترامب المزعوم والذي وصفته شبكة “سي إن إن” الأمريكية بالوقح والذي يزيد من حالة عدم اليقين التي تحيط باتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس.
الجارديان: ملك الأردن رفض ضغوط ترامب
وذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن الملك عبد الله رفض ضغوط ترامب لاستقبال الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم بشكل دائم بموجب الخطة الأمريكية، مؤكدًا أن الأردن يرفض هذه الخطوة بشكل قاطع.
وخلال حديثه في البيت الأبيض، شدد ترامب على تمسكه بمقترحه الذي يتضمن نقل سكان غزة وتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، ما أثار غضبًا عربيًا واسعًا، خاصة مع تأكيده أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بموجب خطته لإعادة إعمار القطاع المدمر بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن التهجير القسري الدائم للسكان يعد جريمة وفقًا لاتفاقيات جنيف.
وخلال لقائه ترامب، شدد الملك عبد الله على الموقف الأردني الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذا هو الموقف العربي الموحد.
وفي منشور على منصة “إكس”، أكد أن إعادة إعمار غزة يجب أن تتم دون تهجير الفلسطينيين، وأن الأولوية يجب أن تكون لمعالجة الوضع الإنساني المتفاقم.
سي إن إن: خطة ترامب قد تضر الاتفاق الهش
وفي السياق ذاته، قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن إصرار ترامب على “امتلاك” غزة رغم الرفض العربي القاطع يزيد من حالة عدم اليقين التي تحيط باتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس.، واصفة خطته بالوقحة.
وذكرت أن ترامب جدد موقفه خلال لقائه بالملك عبد الله، مكررًا تهديداته السابقة بأن “الجحيم سيندلع” إذا لم تطلق حماس سراح جميع المحتجزين من غزة بحلول الموعد الذي حدده.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين مخاوفهم من أن الضغوط التي يمارسها ترامب على مصر والأردن لقبول ملايين اللاجئين الفلسطينيين قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، خاصة في ظل الرفض الرسمي القاطع من الجانبين لأي محاولات لفرض واقع جديد في غزة يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية.
واشنطن بوست: رفض قاطع للتهجير
ورأت صحيفة “واشنطن بوست” أنه سواء كان الأمر جديا أو تكتيكا تفاوضيا أو تشتيتًا من ترامب، فقد رفض الفلسطينيون فكرة المغادرة رفضا قاطعا. ويقول البعض إن حديث ترامب يجعل من محوهم وإزالة إنسانيتهم أمرا طبيعيا، ويعزز فكرة أنهم لا علاقة لهم بأرضهم أو حقهم في منازلهم.
وقال منير نسيبة، أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس للصحيفة: “إنه يتحدث كما لو أن الفلسطينيين ماشية، يمكنك نقلهم من مكان إلى آخر. ليس لديهم سلطة، وليس لديهم رأي”.
وذكرت الصحيفة أن ” ترامب ترك الأمر غامضًا بشأن كيفية تهجير الفلسطينيين أو ما الذي سيحدث إذا رفضوا المغادرة. وعندما سأله الصحفيون في البيت الأبيض يوم الاثنين عما إذا كانت الولايات المتحدة ستجبر الفلسطينيين على الخروج، أجاب ترامب: “سترون أنهم جميعا يريدون المغادرة”.