
مع اقتراب حلول شهر رجب المبارك، الذي يُعد أحد الأشهر الحرم الأربعة، يترقب المسلمون في شتى بقاع الأرض استطلاع هلاله، إيذانًا ببدء العد التنازلي لأفضل شهور العام “شهر رمضان المبارك“.
ويحمل شهر رجب مكانة خاصة في الوجدان الإسلامي، حيث يُعرف بـ “الأصم” و”الأصب”، ويُعتبر بوابة الخير والتهيئة النفسية والروحية.
أحد الأشهر الحرم.. تعظيم إلهي
يأتي شهر رجب كمنفرد بين الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم)، وهي الشهور التي عظم الله شأنها في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. ويؤكد علماء الدين أن العمل الصالح في هذه الأشهر له أجر مضاعف، كما أن الظلم والذنوب فيها تكون أشد وزرًا، مما يستوجب على المسلم تحري الطاعات والابتعاد عن الآثام والمعاصي.
رجب.. “شهر الزرع”
وفي الأثر عن الصالحين، وُصف شهر رجب بأنه “شهر الزرع”، بينما شعبان هو شهر السقي، ورمضان هو شهر الحصاد، ومن هنا تبرز أهمية هذا الشهر كفرصة ذهبية للمسلم ليبدأ في تغيير عاداته، وتقويم سلوكه، والبدء في ورد يومي من القرآن والذكر، ليدخل رمضان بقلبٍ حاضرٍ ومستعدٍ للاستزادة والعمل الصالح.
أبرز فضائل ومناسبات الشهر:
حادثة الإسراء والمعراج: يجمع الكثير من المؤرخين على أن رحلة الإسراء والمعراج المعجزة وقعت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب المبارك، وهي ذكرى تذكر الأمة بمكانة المسجد الأقصى وفرضية الصلاة.
الدعاء والرجاء: يُستحب في هذا الشهر الإكثار من دعاء: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، وهو دعاء يربط المسلم روحيًا بالشوق لبلوغ شهر الصيام.
فرصة للتوبة: يُسمى “رجب الأصب” لأن الله يصب فيه الرحمة والخير على عباده التائبين صبًا.
كيف يستقبل المسلم هذا الشهر؟
ينصح خبراء التربية الدينية بوضع خطة عملية لاستقبال رجب، تشمل:
الإكثار من الاستغفار: لتنقية الصحيفة قبل دخول مواسم الطاعات.
صيام النافلة: كالإثنين والخميس والأيام البيض، لتعويد الجسد على الصيام.
صلة الأرحام: وتصفية الخلافات تمهيدًا لاستقبال رمضان بنفوس صافية.
يذكر أن دار الإفتاء المصرية ستقوم باستطلاع هلال الشهر الكريم نهاية الشهر الهجري الحالي، لتحديد الغرة الرسمية لعام 1446هـ، وسط دعوات بأن يجعله الله شهر خير وأمان على الأمة الإسلامية جمعاء.





