شهد رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر حالة كبيرة من الجدل، لا أحد يتمنى هذه النهاية التي تعرض لها رمز من رموز الموسيقى الذي قدم أكثر من 1500 عمل، وتعاون مع كبار نجوم مصر والوطن العربي، وهو الموسيقار الذي كان يلقب نفسه بأنه الواصي على الأغنية، خاصة أنه ترأس لجان استماع نقابة الموسيقيين لمدة 40 سنة، حيث كان يجري اختبارات للمتقدمين لعضوية نقابة الموسيقيين.
مرت سنة أليمة على حلمي بكر من أزمات صحية ونصب ورحيل صادم، وتعود أول أزمة لخلافه مع زوجته “سماح عبدالرحمن القرشي” قبل ثلاث سنوات، باستئجار طليقته بلطجية لاقتحام شقته بالمهندسين والاعتداء عليه بالضرب والإهانة وسرقته، تسبب في إصابات بالغة في الكتف اليسرى والرقبة وحروق في اليد، فضلًا عن إصابات في الركبة أدت إلى صعوبة بالغة في الحركة، ما استدعى نقله إلى مستشفى العجوزة لإثبات حالته وتلقيه العلاج.
واستغاث حلمي بكر قائلًا: “عايز أقابل الوزير أو النائب العام”، حلمه في الحياة أن يرى ابنته.
في يناير من العام الماضى، أعلن حلمي بكر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، دخل على إثرها إلى العناية المركزة، إذ كان يعاني من مشكلة احتباس الماء فى الجسم ومشاكل فى الكلى وارتفاع في مستوى السكر في الجسم، بالإضافة إلى مشاكل في القلب، وبعد أن تحسنت حالته الصحية، خرج “بكر” من المستشفى في 12 فبراير 2023، عقب فترة علاج دامت 24 يومًا.
وتعرض الموسيقار الكبير فى أكتوبر الماضي لأزمة أخرى، بعد أن قام باتهام مدير أعماله بسرقته والاستيلاء على مبلغ مالي يقدر بـ2 مليون و280 ألف جنيه، مستغلا مرضه، وذلك بعد إيهامه بإيداع المبلغ المالى في أحد البنوك، واكتشف عقب ذلك قيام المشكو فى حقه بتحويل المبلغ لحسابه الخاص.
وبدأت حالة الموسيقار الصحية تسوء من جديد بشكل كبير بعد تلك الواقعة، وبعد معاناته من مشاكل في القلب، أثرت على حركة قدمه بشكل كبير، وذات حالته الصحية أسوء فأسوء خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتلقى الرعاية الطبية في أحد المستشفيات قبل أن يكمل العلاج بالمنزل.
وانشغل الجمهور وكل محبي الموسيقار حلمي بكر بعد وفاته الأسبوع الماضي، معرفة من هي السيدة التي اختطفته حيًا وميتًا، حيث تشير جميع الأخبار المتعلقة بها إلى أنها امرأة قوية إلى حد يثير الجدل، سواء في طريقة تعاملها مع بكر خلال زواجهما، أو بعد ذلك خلال فترة طلاقهما، ثم في أثناء مرحلة المرض والوفاة، حين حاولت سماح القرشي خطف جثمان الراحل حلمي بكر رافضة تركه لشقيقه، الأمر الذي دفع بالمحامي مرتضى منصور إلى اتهامها بخطف الموسيقار بكر حيًا وميتًا.
ونُقل جثمان الموسيقار حلمي بكر إلى ثلاجة الموتى، إثر مشاجرة وقعت بين زوجته وأشقائه على مكان وموعد دفنه، وأفادت التحريات والتحقيقات الأولية، أنّ الزوجة رفضت دفن جثمان الراحل في الشرقية، وحدثت بينها وبين أشقائه مشادة ومشاجرة، أمام مستشفى بكفر صقر بمحافظة الشرقية.
وحررت سماح القرشي، أرملة الموسيقار الراحل حلمي بكر، محضرًا في قسم شرطة السلام للخلاف على مكان انتظار الجثمان لحين حضور نجله.
كما حرر شقيق الراحل حلمي بكر محضرًا أيضًا طالب خلاله بانتظار جثمان شقيقه في المستشفى، ومنع زوجته من الانتقال به إلى منزلها.
كما اتهم رجل الأعمال المصري هشام بكر نجل الموسيقار حلمي بكر، في وقت سابق، زوجة والده باختطافه وتعذيبه رغم الحالة الصحية الصعبة التي يمر بها، في حين نفت سماح، زوجة حلمي بكر، هذه الاتهامات ، وفوض نجل الموسيقار حلمي بكر، المحامي مرتضى منصور، لاتخاذ إجراءات دفن والده، ومتابعة الموقف القانوني الخاص بوفاة والده.
وقال مرتضى منصور: “كانت خطفاه وهو عايش وهو ميت”، مشيرًا أنه سيتقدم ببلاغ ضد زوجة الموسيقار الراحل حلمي بكر -بعد التنسيق مع هشام- سيتهمها فيه بخطف الموسيقار، مضيفًا أنه قبل الوفاة تم التواصل مع وزير الصحة الذي وفر سيارة إسعاف لنقل حلمي بكر لإحدى المستشفيات بالقاهرة لكن زوجته رفضت، ومع تكرار إرسال السيارة في اليوم التالي رفضت أيضًا.
وبحسب مرتضى منصور، تم التنسيق مع وزير الصحة بمساعدة من الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين والفنانة نادية مصطفي عضو مجلس النقابة، وتم توفير سيارة لنقل جثمان الموسيقار الراحل بعد وفاته لكن زوجته رفضت مجددًا وحاولت نقله بسيارة إسعاف رفقة 20 سيارة أخرى تابعة لها للمكان الذي ترغب دفنه به -وفق قوله-.
وتابع: الزوجة أصرت على نقل جثمان حلمي بكر إلى القاهرة، وفي أثناء مرورهم بكمين أمن بلبيس بمدينة السلام، تحفظت القوات على الطرفين، وتم إيداع الجثمان داخل ثلاجة بمستشفى السلام، لحين وصول ابنه ثم دفنه.
وخرج الناقد طارق الشناوي، عن صمته حول حالة الجدل التي أثارت بعد رحيل الموسيقار حلمي بكر قائلًا: لا أحد يتمنى هذه النهاية والمفترض أن يخرج صوت العقل ولو من نقابة الموسيقيين ويهدئ الأمور، السيدة سماح (أرملة الراحل) لن تدبر مقتل زوجها أبو ابنتها الوحيد.
ورأى أن «القصة فيها مبالغات»، مضيفًا: «ربما هناك خلافات على تفاصيل وهو أمر من الوارد حدوثه، مثل أنه من المفترض أن يكون في القاهرة ويتوجه إلى المستشفى بمجرد شعوره بالتعب، لكن الاتهام الموجه لأرملته قاسٍ وصعب جدًا».
وأعرب عن أمله في تدخل نقابة المهن الموسيقية لإنهاء هذه الأزمة؛ لأنها وصلت إلى ذروتها، منوهًا في الوقت نفسه أن الفنان مصطفى كامل، نقيب الموسيقيين، يتخذ موقفًا من أرملة الراحل.
وأشار إلى أن «كامل» تسرع كالعادة، معقبًا: «محدش يعمل اللي عمله مصطفى، إنه يهاجم سيدة متزوجة عضو نقابة وموسيقار كبير، ما اضطر حلمي للخروج عن صمته والهجوم على مصطفى، هذه التفاصيل يجب ألا تظهر للإعلام وتكون محل كلام وأخذ ورد».
ولفت إلى أن «المشكلات بين بكر وزوجته أثناء الطلاق تحدث في جميع العائلات ومسألة ليست مفاجئة»، قائلًا إن «تلك المشكلات انتهت بدليل رد الزوجة لعصمة الموسيقار والعيش معها».