
تعيش الأسواق العربية حالة من الترقب والضغوط المتزايدة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بعد دخول الحرب بين إيران وجيش الاحتلال الإسرائيلي أسبوعها الثاني، وما يصاحبها من تحذيرات متكررة بشأن اتساع رقعة الصراع واحتمالات التدخل الأمريكي المباشر، وهو ما انعكس على أداء معظم البورصات العربية خلال الأسبوع.
السوق السعودي يخسر 26.6 مليار دولار في أسبوع
في هذا السياق، سجل مؤشر السوق المالية السعودية «تاسي» تراجعًا بنسبة 2.1% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ليغلق عند مستوى 10610.7 نقطة، فاقدًا نحو 230 نقطة، فيما انخفضت القيمة السوقية بنحو 100 مليار ريال (ما يعادل 26.6 مليار دولار) لتستقر عند 9.04 تريليون ريال.
و بلغت قيمة التداول نحو 27.6 مليار ريال، من خلال تنفيذ 2.7 مليون صفقة على أكثر من 1.3 مليار سهم، في وقت شملت فيه الخسائر معظم القطاعات باستثناء قطاع الإعلام والترفيه الذي ارتفع بنسبة 10.9%.
عاصم منصور: السوق السعودي متماسك رغم الضغوط
ورغم هذه الخسائر، يؤكد عاصم منصور، محلل أسواق المال، أن السوق السعودي لا يزال يُظهر تماسكًا لافتًا مقارنة ببقية الأسواق الإقليمية، موضحًا أن “قوة بعض القطاعات مثل البنوك والطاقة، إلى جانب التوجه الاستثماري الواضح ضمن مستهدفات رؤية 2030، يمنح السوق دعائم قوية تصمد أمام التقلبات السياسية والاقتصادية”.
وقال عاصم منصور في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن “التحركات العرضية التي نشهدها في المؤشر العام تعكس حالة من الترقب لدى المستثمرين، خاصة مع تزايد المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى صلب الصراع، وهو ما قد يؤدي إلى موجات بيع واسعة في الأسواق العالمية والعربية على حد سواء”.
و أشار إلى أن قطاع البنوك السعودي لا يزال من بين الأكثر متانة في المنطقة، مدعومًا بنمو القروض وارتفاع كفاية رأس المال، بينما يواجه قطاع البتروكيماويات بعض التحديات المرتبطة بتذبذب الطلب العالمي وأسعار اللقيم، إلا أن شركات كبرى مثل “سابك” لا تزال تحافظ على ربحية تشغيلية جيدة.
ورأي، أن الأداء القوي لبعض الشركات القيادية، إضافة إلى صفقات اندماج وطروحات أولية مرتقبة، يساعد على تعزيز ثقة المستثمرين المحليين، حتى مع تزايد الضغوط الخارجية.
توقعات النصف الثاني من 2025: انتقائية وفرص قطاعية
وحول التوقعات للفترة المقبلة، قال منصور: “إذا ما هدأت وتيرة التصعيد الجيوسياسي وصدرت إشارات داعمة من البنوك المركزية الكبرى، فمن المتوقع أن نشهد موجة ارتداد إيجابية يقودها قطاعا المال والاتصالات”.
وأكد أن النصف الثاني من العام سيشهد أداءً انتقائيًا للأسهم، مع تفوق القطاعات الدفاعية وتلك المرتبطة بالطلب المحلي مثل الأغذية والتجزئة، في مقابل استمرار الضغط على القطاعات الأكثر ارتباطًا بالأسواق العالمية.