عالم

انطلاق قمة بريكس في البرازيل بمشاركة 10 دول.. وهذه أبرز ملفاتها

انطلقت اليوم الأحد، أعمال قمة مجموعة “بريكس” في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بمشاركة قادة الدول الأعضاء وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يشارك في الجلسة العامة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في حين يترأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف.
تستمر فعاليات قمة “بريكس” يومي 6 و7 يوليو، وتناقش ملفات محورية تتعلق بالأمن والسلام الدوليين، وإصلاح النظام المالي العالمي، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة.
وتُعد هذه القمة الـ17 على مستوى القادة لدول مجموعة “بريكس”، والتي تضم حاليًا 10 دول بعد توسعها الأخير، وتشمل البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا، مصر، الإمارات، إثيوبيا، إيران، وانضمت إندونيسيا رسميا بداية عام 2025.
تعامل حذر
ومن المتوقع خلالها التعامل بحذر مع قضايا ملحة، مثل هجوم إسرائيل على إيران، والأزمة الإنسانية في غزة، والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويرى محللون ودبلوماسيون لوكالة “رويترز”، أن جدول أعمال القمة المعتدل محاولة للابتعاد عن رادار ترامب؛ إذ سيضع الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعض أولوياته، مثل مناقشات الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، في صدارة المحادثات.
بوتين وبينج غائبان
ولن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينج القمة لأول مرة منذ توليه رئاسة بلاده عام 2012.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيحضر عبر الفيديو، فلا يزال يتجنب السفر إلى الخارج في أغلب الأحيان بسبب مذكرة توقيف دولية صدرت بحقه إثر الحرب بين بلاده وأوكرانيا، وفق “رويترز”.
ملفات ساخنة
يُمثل ضبط النفس المتوقع في ريو دي جانيرو تحولاً عن قمة العام الماضي التي استضافتها روسيا في مدينة كازان، عندما سعى الكرملين إلى تطوير بدائل لأنظمة الدفع التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، والتي من شأنها أن تسمح له بتفادي العقوبات الغربية المفروضة بعد الحرب مع أوكرانيا.
وبينما قال مشارك في المفاوضات للصحفيين يوم الجمعة إن بعض أعضاء المجموعة يريدون صياغة أكثر حزماً بشأن الوضع في غزة والهجوم الإسرائيلي على إيران، أكد أوليفر ستونكل، أستاذ في مؤسسة جيتوليو فارجاس البحثية والجامعة، أن “البرازيل تريد أن تبقي القمة فنية قدر الإمكان”.
ووفق تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، يتوقع مراقبون صدور بيان ختامي “غامض” بشأن حرب روسيا في أوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط.
وأضاف “ستونكل” أنه بالإضافة إلى ملاءمة ذلك للبرازيل، قد يكون من الأسهل إصدار بيان مخفف وغير مثير للجدل بسبب غياب بوتين وشي. وقد دفعت هاتان الدولتان نحو موقف أقوى معادٍ للغرب، على عكس البرازيل والهند اللتين تفضلان عدم الانحياز.
وكان مسؤول حكومي برازيلي، رجّح أن تصدر المجموعة ثلاثة بيانات مشتركة وإعلاناً ختامياً، “جميعها أقل تأثرًا بالتوترات الجيوسياسية الحالية”.
6 أولويات
اختارت البرازيل المترددة في ضوء رسوم ترامب الجمركية، والتي ترأس الاتحاد، ست أولويات استراتيجية للقمة: التعاون العالمي في مجال الرعاية الصحية، التجارة والاستثمار والتمويل، تغير المناخ، حوكمة الذكاء الاصطناعي، صنع السلام والأمن، والتطوير المؤسسي.
وقالت آنا جارسيا، الأستاذة في جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية الريفية، إن البرازيل قررت التركيز على قضايا أقل إثارة للجدل، مثل تعزيز العلاقات التجارية بين الأعضاء والصحة العالمية، بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأضافت جارسيا لـ”أسوشيتد برس”: “تريد البرازيل أقل قدر ممكن من الضرر وتجنب لفت انتباه إدارة ترامب لمنع أي نوع من المخاطر على الاقتصاد البرازيلي”.
وفي حين ستواصل البرازيل الدعوة إلى إصلاح المؤسسات العالمية التي يقودها الغرب، وهي سياسة أساسية للاتحاد، فإنها تريد تجنب أن تصبح هدفاً للرسوم الجمركية، وهو مأزق نجت منه إلى حد كبير حتى الآن.
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 100% على الاتحاد الأوروبي إذا اتخذ أي خطوات لتقويض الدولار.
تُعدّ القمة مهمة، لا سيما في ظلّ حالة عدم الاستقرار التي أثارتها حروب ترامب الجمركية، وفقاً لبروس شيدل، الباحث في مجموعة دراسة البريكس بجامعة ساو باولو.
وأضاف شيدل: “تُتيح القمة أفضل فرصة للدول الناشئة للاستجابة، من حيث البحث عن بدائل وتنويع شراكاتها الاقتصادية”.
بالنسبة لـ”لولا”، ستكون القمة بمثابة استراحة مُرحّب بها من وضع محلي صعب، يتسم بانخفاض شعبيته وصراعه مع الكونجرس.
ما هي مجموعة بريكس؟
بريكس هي منظمة حكومية دولية من تسع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ومصر وإيران وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا.
تأسست بريكس في البداية لإبراز فرص الاستثمار، ثم تحولت المجموعة إلى كتلة جيوسياسية وتُعقد اجتماعات سنوية في قمم رسمية لتنسيق السياسات المتعددة الأطراف منذ عام 2009.
تضم مجموعة بريكس حاليًا 10 دول أعضاء، وهي: روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا، مصر، الإمارات، إثيوبيا، إيران، وإندونيسيا، التي انضمت مطلع العام الجاري.
كما تتعاون معها دول أخرى من بينها بيلاروس، وكوبا، وكازاخستان، وفيتنام، والسعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *