
لم تمنع الحرب الإسرائيلية المدمرة التي استمرت ما يقارب الـ15 شهرًا، وخلفت دمارًا واسع النطاق في أنحاء غزة، أهل القطاع من الاحتفال بأول أيام شهر رمضان الفضيل.
فبرغم المعاناة الشديدة التي عاشها سكان القطاع المدمر، احتفل الفسطينيون في رفح بجنوب غزة بإفطار اليوم الأول من الشهر الفضيل بمائدة جماعية تحت زينة نصبت فوق الركام.
وعلى الرغم من أن المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال مرهونة بتسوية لم تتبلور بعد، فإن الإفطار وسط الركام والدمار رسالة واضحة من أهالي غزة للعالم جسدت معنى الصمود.
وتجاهل الفلسطينيون في رفح بجنوب القطاع، كل ما يمكن أن يقلقهم، واحتفلوا بإفطار اليوم الأول من رمضان بمائدة جماعية وسط دمار وركام خلفته الحرب.
يحاول اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة استكمال مصلى بديل أنشئ حديثا لإقامة الصلوات بعد تدمير قوات الاحتلال مساجد المخيم خلال حربها الأخيرة على غزة.
وهذا ليس المصلى الأول الذي يُبنى على أنقاض المساجد فهناك أكثر من 400 مصلى استحدثت في قطاع غزة بأدوات بسيطة من الأخشاب والشوادر البلاستيكية لإيجاد بديل لـ1109 مساجد دمرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية كليا أو جزئيا.
وأصرت حركة حماس، الأحد، على انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي من شأنها وضع حد للحرب في قطاع غزة، بعد انتهاء مرحلته الأولى السبت، إلا أن إسرائيل أعربت عن موافقتها على اقتراح أمريكي بتمديد الهدنة الحالية حتى منتصف أبريل المقبل، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن “إسرائيل تعتمد خطة المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق نار موقت خلال شهر رمضان” الذي ينتهي في نهاية مارس وخلال عيد الفصح اليهودي الذي سيحتفل به في منتصف أبريل.
ورد القيادي في حماس محمود مرداوي على الخطة الأمريكية، في بيان تلقته وكالة “فرانس برس” أن البيان الأخير لمكتب نتنياهو هو تأكيد واضح على التنصل بشكل متكرر من الاتفاقات.
وأضاف: “الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية والتي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه”.