
يشهد الدوري المصري الممتاز لكرة القدم موسم 2025 / 2026 واحدة من أقوى نسخ البطولة، حيث اشتعل الصراع على القمة بشكل مبكر بين أكثر من فريق، في ظل تقارب المستويات وارتفاع جودة الأداء الفني، مما أعاد المتعة والإثارة للبطولة. كما أن المنافسة الحقيقية لا تقتصر على الأهلي والزمالك فقط، بل أصبحت معركة مفتوحة بين أكثر من نادٍ، مما يجعل التتويج باللقب هذا الموسم أقرب لمن يملك النفس الطويل والانضباط في الجولات الحاسمة.
التعثر الذي تعرض له الأهلي في بعض المباريات هذا الموسم فتح المجال أمام العديد من الأندية للمنافسة بقوة على القمة مثل الزمالك والمصري ووادي دجلة وبيراميدز، إلا أن عودة الأهلي بثبات وتفوقه في مباراة القمة 131 بالأسبوع التاسع من الدوري بالفوز على الزمالك بهدفين لهدف أعادت لعبة “الكراسي الموسيقية” من جديد للمنافسة على القمة، حيث أن هذه المباراة كانت بمثابة الانطلاقة الأهلاوية، وبداية جديدة فارقة في مشوار المنافسة على اللقب كعادة مباريات القمة دائمًا حتى وإن كانت في جولات مبكرة. وبتقدم الأهلي تتغير خريطة المنافسة بكل تأكيد، ورغم مرحلة التغيير على مستوى الإدارة الفنية بالفريق إلا أن الأهلي يحافظ على مكتسباته وجودة أدائه، والفوز بمباراة القمة يعطي اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لتقديم الأفضل في مقبل المباريات بكل تأكيد.
ومن المتوقع أن تزداد الجولات المقبلة اشتعالاً في ظل الدخول مرحلة الحصاد، فكل نقطة سيكون لها أهمية في مشوار المنافسة الطويل، فمن جولة للأخرى، يزداد الضغط على الفرق الكبرى لتحقيق الفوز في كل مباراة، بينما تطمح فرق الوسط في دخول المربع الذهبي أو التأهل للبطولات الأفريقية. كما أن صراع القاع لا يقل اشتعالاً عن القمة، في ظل تقارب المستوى بين جميع الفرق، وهو ما يؤكد أننا أمام موسم مرتفع فنياً، مبارياته تحسم ببعض التفاصيل، وربما يكون لعدم الاستقرار الفني والإداري الذي تعيشه بعض الأندية دور كبير في تحديد شكل المنافسة سواء في القمة أو القاع ، فالكل يترقب عن كسب ما ستسفر عنه الجولات المقبلة في ظل إرتفاع حدة المنافسة في جميع المباريات ، وصعوبة التوقع بالنتائج.