
مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، تتزايد مشاعر القلق والتوتر في البيوت المصرية، حيث يعيش الطلاب وأولياء أمورهم حالة من التأهب القصوى، وفي هذا السياق، أكدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة في الشؤون الأسرية، أن هذه المشاعر طبيعية طالما كانت في حدودها المقبولة، مشددة على أن القلق المفرط قد يؤثر سلبًا على أداء الطلاب داخل لجان الامتحان.
وأوضحت الحزاوي أن الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في توفير النماذج الاسترشادية المتنوعة تمثل خطوة هامة نحو تقليل التوتر وزيادة الثقة لدى الطلاب، إذ تتيح لهم فرصة التدريب العملي على نمط الأسئلة المتوقع، ما يمنحهم طمأنينة ويُعزز شعورهم بالاستعداد.
كما دعت الطلاب إلى ضرورة الاطلاع المسبق على كتيبات المفاهيم التي أتاحتها الوزارة عبر موقعها الرسمي، حتى يكونوا على دراية تامة بما تحتويه، ويتفادوا إضاعة الوقت أثناء الامتحان في محاولة البحث داخل الكتيب. وأوصت باستخدام تلك الكتيبات خلال حل النماذج الاسترشادية كنوع من التمرين العملي.
ورحبت الحزاوي بقرار بدء ماراثون الامتحانات بالمواد غير المضافة للمجموع، معتبرة أنه إجراء إيجابي يساعد على كسر حاجز الخوف لدى الطلاب، ويمنحهم تجربة واقعية لكيفية التعامل داخل اللجنة، والتدريب على تدوين البيانات بطريقة صحيحة، وتضليل أرقام الجلوس والنماذج كما هو مطلوب.
وفي إطار دعمها للطلاب، قدمت الحزاوي مجموعة من النصائح العملية التي ينبغي اتباعها قبيل انطلاق الامتحانات، ومنها:
الحرص على الوصول إلى مقر اللجنة الامتحانية مبكرًا، تحسبًا لأي ظروف طارئة، ولإتمام إجراءات التفتيش التي قد تستغرق بعض الوقت. كما شددت على ضرورة التأكد من حمل الأدوات الأساسية، مثل بطاقة تحقيق الشخصية، ورقم الجلوس، وأقلام جافة زرقاء.
وأكدت ضرورة الامتناع التام عن اصطحاب الهاتف المحمول أو الساعات الإلكترونية، تجنبًا للتعرض للمساءلة القانونية أو إلغاء الامتحان. كما شددت على أهمية تدوين البيانات بدقة، وتضليل رقم الجلوس ورقم نموذج الامتحان في المكان المخصص.
وفيما يخص الإجابة، أوضحت الحزاوي أن القلم الجاف الأزرق هو الوحيد المسموح باستخدامه، ونصحت بقراءة الأسئلة بعناية قبل البدء في الإجابة، لا سيما أسئلة الاختيار من متعدد التي تعتمد على عملية استبعاد دقيقة للوصول إلى الإجابة الصحيحة.
وفي حال تعديل الإجابة في أسئلة الاختيار من متعدد، شددت على ضرورة وضع علامة (X) واضحة على الاختيار الخاطئ، ثم تضليل الاختيار الصحيح من جديد، محذرة من ترك أكثر من اختيار مضلل في نفس السؤال، لأنه يُعد خطأ يؤدي إلى إلغاء الإجابة.
كما حثت الطلاب على الالتزام بالهدوء والتركيز عند نقل الإجابات على ورقة البابل شيت، وعدم كتابة أي إجابة على كراسة الأسئلة، لأن ذلك لا يُعتد به في التصحيح. أما في الأسئلة المقالية، فينبغي تدوين البيانات بالطريقة ذاتها المستخدمة في البابل شيت.
ذكّرت الحزاوي الطلاب الناطقين باللغات الأجنبية بأن بإمكانهم، وفقًا لتعليمات الوزارة، الإجابة باللغة العربية إذا رغبوا في ذلك، وأكدت أهمية كتابة الإجابة في المساحة المخصصة لها دون تجاوز، كما نبهت إلى ضرورة تجنب استخدام مزيلات الحبر (الكوريكتور) داخل الورقة الامتحانية، وأهمية إدارة الوقت بشكل فعال، مع تأجيل الأسئلة الصعبة إلى النهاية دون نسيان العودة إليها بعد وضع علامة تميّزها.
كما أوصت بألا يسلم الطالب ورقة الإجابة قبل مراجعتها بعناية، فقد يكتشف سؤالًا منسيًا أو إجابة بحاجة إلى تعديل، موضحة أن المراجعة جزء لا يتجزأ من استراتيجية النجاح في الامتحانات.
وفي ختام حديثها، وجّهت الحزاوي رسالة إلى أولياء الأمور، ناشدتهم فيها بضرورة تهيئة المناخ المنزلي المناسب لأبنائهم خلال هذه الفترة الحرجة، من خلال توفير الهدوء، والتغذية الصحية المتوازنة، والمشروبات الطازجة، مع إيلاء اهتمام خاص بوجبة الإفطار ولو كانت بسيطة، نظرًا لأثرها الإيجابي في التركيز.
كما شددت على أهمية الدعم النفسي، وضرورة الامتناع عن اللوم والتوبيخ، أو التحدث بشكل سلبي عن الامتحانات، مؤكدة أن الكلمة الطيبة والتشجيع الإيجابي هما الوقود الحقيقي لعبور هذه المرحلة بأمان.