تحظى قمة مجموعة “بريكس” التي تختتم أعمالها غدًا الخميس، بزخمٍ واسع هذا العام، لا سيما مع انعقادها في ظل ظروف دولية مُعقدة وتطورات جيوسياسية متسارعة، ومع توالي طلبات الانضمام إلى المجموعة التي فتحت أبوابها أمام التوسع في المرحلة المقبلة.
جنوب إفريقيا: بوتين لن يحضر قمة بريكس
اجمع قادة دول مجموعة “بريكس”، خلال كلماتهم الافتتاحية في منتدى اعمال البريكس، على ضرورة فك الارتباط مع الدولار والاعتماد على العملات الوطنية.
ويسعى بلدان “بريكس” لاستغلال القمة التي تنعقد بين يومي 22 و24 أغسطس في جوهانسبرج لجعل المجموعة قوة موازية للهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية.
وتضم مجموعة “بريكس” كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والتي تشكل اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 26% من الاقتصاد العالمي، فيما يشكل عدد سكان هذه الدول 40%، من سكان العالم.
أيام الدولار معدودة
وفي كلمة عبر الفيديو كونفرانس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مسألة التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيها، مجددًا دعوته لزيادة استخدام العملات المحلية للتجارة.
وقال بوتين إن أيام هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة بين دول البريكس معدودة، مضيفًا أن الأعضاء سيناقشون تحويل التجارة بعيدًا عن الدولار إلى العملات الوطنية، وسيلعب بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس دورًا رئيسيًا.
وأوضح أن دول مجموعة البريكس “تناقش مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالانتقال إلى العملات الوطنية في جميع مجالات التعاون الاقتصادي بين دولنا الخمس”.
عملة موحدة لبريكس
واتفق مع بوتين في الرأي الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، حيث أعرب عن تأييده لفكرة إنشاء عملة موحدة لمجموعة “بريكس”.
وقال الرئيس البرازيلي خلال كلمته: “لكي ينمو الاستثمار، يجب علينا أن نضمن نمو الثقة والقدرة على التنبؤ والاستقرار القانوني والسياسي والاجتماعي للقطاع الخاص.. لذلك، أنا أؤيد تبني عملة موحدة، لا تحل محل عملاتنا الوطنية”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن مسؤول رفيع قوله، إن بنك مجموعة “بريكس” يعمل على تطوير عملة رقمية موحدة لدول المجموعة.
فيما قال نائب رئيس جنوب إفريقيا، بول ماشاتيل إن زعماء دول “البريكس” يركزون في اجتماعهم على سبل تقليل الاعتماد على الدولار.
وسيبحث القادة سبل تعزيز المدفوعات بعملات الأعضاء، كجزء من طموح أوسع لتحدي القيادة الجيوسياسية للولايات المتحدة. وعلى المدى الطويل، تتلخص إحدى الأفكار في إطلاق عملة مشتركة لتحدي الدولار.
ما هي مجموعة بريكس؟
مجموعة البريكس هي تكتل اقتصادي عالمي، بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر 2006، ويضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكلمة “بريكس BRICS” عبارة عن اختصار بالإنجليزية يجمع الأحرف الأولى بأسماء هذه الدول، وأصبحت بمرور الوقت منتدى مؤسسيًا بشكل أعمق، حيث عقدت المجموعة منذ عام 2009 مؤتمرات قمة سنوية مع جدول أعمال موسع بشكل متزايد.
تحول اسمها من “بريك” إلى “بريكس” في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها، وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى تنمية العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.