
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تضرب العالم، تعود الإسكندرية مجددًا إلى صدارة المشهد، كواحدة من أكثر المدن الساحلية عرضة لخطر الغرق.
التحذيرات الأممية تتوالى، والتقارير تتحدث عن ارتفاع متوقع في منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط، ما يهدد مستقبل المدينة وسكانها.
وفي هذا السياق، أجرت الإعلامية لميس الحديدي مداخلة هاتفية مع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على قناة ON، كشفت فيها عن رؤية الدولة وخطتها للتعامل مع هذا التحدي الكبير.
سيناريوهان لغرق الإسكندرية والدلتا
قالت الدكتورة ياسمين فؤاد إن هناك سيناريوهين يحددان مصير الإسكندرية ودلتا النيل:
السيناريو الأول (الأسوأ) : ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل كبير يؤدي إلى غرق مساحات شاسعة من الدلتا والإسكندرية بحلول عام 2100 ميلاديا.
السيناريو الثاني (المتفائل): وبحسب التوقعات المناخية حتى عام 2100، فإن بعض المناطق فقط هي التي ستتآكل، خاصة “الواجهة” البحرية، مع الإبقاء على مساحة كبيرة من المدينة صالحة للسكن والاستخدام.
وأضافت أن الحكومة ، بدأت فعليًا في اتخاذ إجراءات الحماية المبكرة.
أكدت الوزيرة أن هناك جهودًا كبيرة بُذلت في السنوات الأخيرة لتحسين البنية التحتية في الإسكندرية، تشمل:
تطوير شبكات الصرف
تعزيز نظام الإنذار المبكر للعواصف والأمطار.
إنشاء مشاريع لحماية السواحل المعرضة للغرق، وعلى رأسها قلعة قايتباي التاريخية، التي تُعد من أبرز المعالم المهددة.
كما أشارت إلى أن الدولة تعمل على التنبؤ بالعواصف عبر أجهزة الرصد المتطورة، لتقليل آثارها، مؤكدة أن التكيّف مع التغير المناخي أصبح ضرورة وليس رفاهية.
16 مدينة جديدة خارج الدلتا
وفي خطوة استراتيجية لتقليل الكثافة السكانية المعرضة للخطر، كشفت الوزيرة عن قيام الدولة ببناء 16 مدينة عمرانية جديدة خارج نطاق الدلتا، بهدف توفير بدائل سكنية واقتصادية للمواطنين، وضمان استدامة التنمية في مناطق أقل عرضة للمخاطر المناخية.
وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة ياسمين فؤاد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، قائلة:
“مصر تتخذ خطوات داخلية جادة، لكن علينا أن نتذكر أن ظاهرة تغير المناخ عالمية، وعلينا جميعًا العمل من أجل خفض الانبعاثات قبل أن يبتلع البحر مدننا.”