عالم

غارات جيش الاحتلال تهز دمشق

تشهد العاصمة السورية دمشق، اليوم الأربعاء، تصعيدًا عسكريًّا جديدًا، بعد تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مواقع حساسة، شملت محيط القصر الرئاسي ومبنى وزارة الدفاع، إلى جانب مقر هيئة الأركان العامة.

وقد أكد التلفزيون الرسمي السوري تدمير أجزاء من مبنى الأركان العسكرية في ساحة الأمويين وسط دمشق.

و تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من محيط مبنى رئاسة الأركان، في وقت سُمع فيه دوي انفجارات عنيفة في معظم أحياء العاصمة.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوترات بين جيش الاحتلال وسوريا حيث تشهد مدينة السويداء في الفترة الأخيرة موجة عنف واشتباكات بين القوات الحكومية ومجموعات محلية مسلحة، ما يزيد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الداخلي، في ظل محاولات الكيان تقديم نفسه كحامي للأقلية الدرزية في سوريا.

ويعد هذا الهجوم الإسرائيلي من بين أخطر الاعتداءات الجوية التي تستهدف مواقع سيادية في قلب العاصمة السورية خلال الأشهر الأخيرة، ما ينذر بمزيد من التعقيد في المشهد الأمني والسياسي الإقليمي.

وتعد الأقلية الدرزية في سوريا هي جماعة دينية عربية، تُعتبر طائفة مستقلة نشأت في القرن الحادي عشر، ويتركز وجودها بشكل أساسي في محافظة السويداء جنوب سوريا، التي تُعرف أيضًا باسم جبل العرب أو جبل الدروز.

و يتركز معظم الدروز في محافظة السويداء.

يوجد أيضاً مجتمعات درزية صغيرة في ريف دمشق (مثل منطقة جبل الشيخ)، وفي مناطق أخرى أقل عددًا.

و تاريخيًا، كان للدروز دور بارز في مقاومة الاستعمار الفرنسي، واشتهروا بقيادة الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش.

رغم أنهم من الأقليات، حافظوا على درجة من الاستقلالية المجتمعية في سوريا.

في سنوات الحرب السورية، حاول معظم الدروز الابتعاد عن الصراع المسلح، مع التركيز على حماية مناطقهم.

يوجد تواصل حساس ومعقد، إذ تسعى إسرائيل دائمًا لتقديم نفسها كـ«حامية» للدروز في المنطقة، خاصة في سوريا ولبنان، وتبرر بعض عملياتها العسكرية بأنها لحماية الدروز من أي تهديد محتمل.

هذا الادعاء غالبًا ما يُستخدم إعلاميًا لتبرير بعض الهجمات أو الضغط السياسي.

في الفترة الأخيرة، زادت الاشتباكات في السويداء بين مجموعات محلية والقوات الحكومية السورية، ما زاد التوترات الإقليمية.

إسرائيل تراقب الوضع وتستخدمه كورقة سياسية لدعم مواقفها ضد النظام السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *