
على هامش مشاركة شركة هيونداي روتيم الكورية الجنوبية في معرض TransMEA، حاورت “البورصجية” ممثلي الشركة، ليكشفوا عن توسع الشركة في مشروعات النقل الذكي داخل مصر، حيث تلعب الشركة دورًا محوريًا في توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا من كوريا إلى السوق المحلي.
وكشف مسؤولو الشركة أن آخر عقد وقعته هيونداي روتيم مع الهيئة القومية للأنفاق كان مشروع توريد وتصنيع وصيانة 30 قطارًا لترام الرمل بالإسكندرية، حيث تم توقيع العقد في 6 يونيو 2024 قبل تفعيله في سبتمبر من نفس العام.
ويشمل العقد مرحلتين رئيسيتين: التوريد والصيانة، مع فترة ضمان تمتد لعامين، يليها ثماني سنوات من الصيانة الشاملة بين أبريل 2027 ونوفمبر 2037، تتضمن الصيانة الخفيفة والثقيلة والتصحيحية وتوريد قطع الغيار عبر منظومة لوجستية متكاملة.
وأكد مسؤولو الشركة أن المشروع موجود حاليًا في مرحلة التصميمات التفصيلية، التي يتم إنجازها على عدة مراحل، وتعتمد على تقديم مقترحات كاملة يتم اعتمادها تباعًا من وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق.
وأشاروا إلى أن التصميمات الأولية أظهرت ترامًا عصريًا باللونين الأزرق والرمادي، مكيفًا بالكامل، مزودًا بأبواب واسعة وممرات مريحة تسهّل حركة الركاب، وبسرعة تصميمية تبلغ 80 كم/ساعة وبقدرة استيعابية تصل إلى 610 ركاب للقطار الواحد، ليكون أحد أكبر ترامّات المدن في المنطقة.
ومع بدء التصميمات، تجري الشركة تنسيقًا مشتركًا مع تحالف المقاولون العرب وحسن علام المكلف بالأعمال المدنية والبنية التحتية وأعمال الكهرباء، لضمان توافق الأعمال الميدانية مع متطلبات التشغيل والتصنيع.
توطين الصناعة من مشروع إلى استراتيجية
وتوقف مسؤولو الشركة عند محطة مهمة في مسيرة وجودهم داخل مصر، وهي مشروع تصنيع قطارات المترو محليًا في بورسعيد الذي تم توقيعه عام 2022 بين هيونداي روتيم ووزارة النقل والشركة الوطنية لصناعة السكك الحديدية “نيرك”.
وينص العقد على تصنيع وتوطين 40 قطار مترو بإجمالي 320 عربة تعمل على الخطين الثاني والثالث للمترو، بواقع 8 قطارات للخط الثاني و32 قطارًا للخط الثالث.
وكشفوا أن المصنع يخطط لإخراج أول قطار مترو مصنّع محليًا في منتصف عام 2026، ثم استكمال الإنتاج المتتابع لباقي الطلبية.
وأشاروا إلى أن توطين صناعة المترو في مصر ليس جديدًا على هيونداي روتيم، حيث تعاونت الشركة في السابق مع مصنع سيماف في عدد من مراحل إنتاج القطارات الخاصة بالخطين الأول والثالث، كما نفذت برامج تدريب وتأهيل للشباب المصري في التكنولوجيا والنقل الذكي.
وقال ممثلو الشركة: “نعتبر أنفسنا من أوائل الشركات التي شاركت في توطين صناعة النقل في مصر، ونلمس يومًا بعد يوم ارتفاع نسبة التصنيع المحلي بفضل استراتيجية وزارة النقل، ونتعاون مع الهيئة القومية للأنفاق لتحقيق أهداف هذه الخطة بنجاح”.
ترام الهيدروجين مشروع مستقبلي لمصر العاصمة
وكشفت الشركة خلال المعرض عن أول مخطط مبدئي لترام يعمل بالهيدروجين في أفريقيا، وهو مقترح تعمل الشركة على دراسته لربطه بالمناطق الحيوية داخل العاصمة الإدارية الجديدة.
وتظهر المخططات أن الترام سيبدأ من مسجد الفتاح العليم ويتفرع عبر أحياء العاصمة السكنية، وصولًا إلى منطقة الوزارات والحي الحكومي وحديقة العاصمة.
ويأتي المشروع امتدادًا لمذكرة تفاهم أعلنت عام 2022 لدراسة تطبيق منظومة نقل خضراء خالية من الانبعاثات تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين بدلاً من الكهرباء التقليدية، خاصة في المدن الجديدة التي تستقبل استثمارات أجنبية ضخمة.
ويعد المشروع نموذجًا لتكامل النقل الحضري مع التوجه الوطني نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، خصوصًا بعد إعلان مصر عن توسيع مشاريع إنتاج الطاقة النظيفة في منطقة العين السخنة.
إعادة التأهيل أم التوريد الجديد؟
وعند سؤالهم حول ما إذا كانت مصر تحتاج أكثر إلى شراء قطارات جديدة أم إعادة تأهيل القديمة، أجاب مسؤولو هيونداي روتيم: “الوزارة تتحرك في المسارين معًا، وإعادة التأهيل تضمن الاستفادة من الأصول القائمة ورفع كفاءة التشغيل وتقليل زمن التقاطر وخفض الكثافة داخل المحطات، وهو ما يشجع المواطنين على ترك سياراتهم الخاصة واستخدام المترو.
وكشفوا عن تنفيذ أعمال صيانة لـ20 قطارًا بالخط الثاني، إلى جانب توريد 8 قطارات جديدة، سيُسلّم أولها في يناير المقبل، ثم يليه قطار جديد كل ثلاثة أشهر حتى استكمال التسليم.
ويعد حضور هيونداي روتيم في مصر إثباتًا أن التعاون الصناعي لم يعد مجرد عقود توريد، بل تحول إلى شراكة استراتيجية تهدف إلى توطين التكنولوجيا وتأسيس قاعدة صناعية قادرة على دعم النقل الحضري الحديث لسنوات طويلة قادمة.
ومع اقتراب خروج أول قطار مترو مصنّع محليًا في 2026، وبالطموح الجديد لإطلاق أول ترام يعمل بالهيدروجين داخل القارة الأفريقية، تواصل مصر خطوة جديدة نحو مستقبل أكثر حداثة واستدامة في قطاع النقل.






