من الطنطورة إلى غزة حكاية تاريخ وطن جذوره مثبتة في باطن الأرض بجثث آلاف الشهداء وبحور من الدماء، شاهدة عليها أرواح ترتقي كل يوم إلى عرش الرحمن دفاعا عن الأرض والعرض.
سامي أبو العز يكتب:الاحتلال يستهدف المقاومة بسلاح الشائعات
الطنطورة قصة فلسطينية عمرها 75 عاما لمجزرة بشعة شهدتها الأراضي الفلسطينية في 22 مايو عام 1948 على أيدي عصابة اليهود النازحين، استشهد فيها أهالي القرية جميعا، ولم تكن حربا بالمعنى المتعارف عليه، وقد كانت بين مواطنين مسالمين يعيشون في قريتهم بمأمن تعرضوا لجنود إبليس مدججين بالسلاح والذخائر في ليلة سوداء فقدوا فيها هدوئهم وأمنهم وأرواحهم.
أهالي القرية الموجودة جنوب حيفا وكان عددهم وقتها 1500 مواطن فلسطيني يعملون بالصيد وكل حياتهم في البحر، يبدؤون كفاحهم اليومي عقب أذان الفجر مع خيوط النهار الأولى، وحتى أذان المغرب، ليعودوا إلى قريتهم يطعمون أسرهم ويبيعون أسماكهم لأهالي القرى المجاورة، ولم يزعزع استقرار القرية الأمنة شيء إلا ظهور النازيون الصهاينة الذي زرعهم وعد بلفور المشؤوم في قلب العروبة وأرض الأنبياء سرطانا خبيثا ندعو الله أن ينزعه من وطننا.
ولم تكن مذبحة الطنطورة التي أقيم على أنقاضها مستوطنتي نحشوليم وموشاف، هي الأولي في سجل المذابح الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، ولكنها كانت الأكثر دموية في تلك المرحلة بعد 11 عاما من المجازر المتفرقة.
عموما مصاصي الدماء الصهاينة ارتكبوا العديد من المجازر أشهرها 15 وهي مذابح «بلدة الشيخ 1947، دير ياسين 1948، قرية أبو شوشة 1948، الطنطورة 1948، قبية 1953، فلقليلة 1956، كفر قاسم 1956، خان يونس 1956، تل الزعتر 1976، صبرا وشاتيلا 1982، المسجد الأقصى 1990، مسجد الحرم الإبراهيمي 1994، مخيم جنين 2002، غزة 2023».
ويذكر أن أول مجزرة وقعت ضد الشعب الفلسطيني من قبل النازحين الصهاينة هي مجزرة حيفا في 6 مارس 1937، نفذها عصابتين الإنسل وليحي بإلقاء قنبلة على سوق حيفا واستشهد خلالها 18 فلسطينيا وأصيب 38 آخرون.
عشرات المجازر ارتكبت قبل النكبة عام 1948 إلا أن المجازر بعدها أخذت منحنى خطير وعرفت المقابر الجماعية طريقها إلى الأرض الطاهرة، وعصب المجتمع الدولي عينيه لينتهي اليهود من مخططهم الدموي ومازالوا حتى يومنا هذا لتشهد غزة ما تتعرض له من جرائم حرب بمباركة دولية وبمساندة ودعم أمريكي أوروبي وحلفاء الشيطان.
باختصار.. مجازر اليهود ضد الشعب الفلسطيني سلسال دم متواصل لا ينتهي منذ عام 1937 وحتى الآن.. 86 عاما كاملة بدون توقف اللهم إلا هدنات مؤقته يستجمع فيها العدو قوته لينقض من جديد.
ومجزرة غزة الحالية تختلف عن سابقتها من المجازر ومن المحتمل والمخطط لها أن تستمر لفترات طويلة لسبب معلوم، وهو أن منطقة الشرق الأوسط وفقا للمخططات اليهودية المشفوعة بالمباركة الأمريكية الأوروبية على أبواب تقسيم جديد وفقا لخارطة الطريق المزعومة، وندعو الله أن تنتهي أعمارهم وأن يقصف أعمار كل من يساندهم دون تحقيق أحلامهم، فسوف ينطق الحجر عندما يصاب الغالبية بالخرس واللامبالاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتبقى كلمة.. الموقف المصري الشجاع الثابت على مر التاريخ تجاه القضية الفلسطينية، صخرة قوية وحائط صد منيع أمام تحقيق الحلم الصهيوني المزعوم، وستبقى مصر هي النصير والداعم الأقوى للأشقاء في الأرض المحتلة رغم الضغوط الشديدة عليها إقليميا ودوليا إلا أن رؤية قيادتها السياسية الثاقبة ستبقى راسخة أن الطريق الأمثل والأوحد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، عاشت مصر وعاشت فلسطين عربية وبقية عربية أبد الآبدين رغم أنف الكارهين.
[email protected]