هل أعطت القمة العربية الإسلامية تصريحًا لإسرائيل بمضيها في القتل والتدمير، وفي عملياتها التوسعية؟ بل والبدء في تنفيذ مخططاتها تجاه تحقيق حلمها المزعوم بدولتها الكبرى.
سامي أبو العز يكتب: القمة العربية بين الواقع والتحديات
نحن لا نتحدث بكلام مرسل، وإنما نرصد ونحلل ونذكر، ونؤكد مجددًا على ما حذرنا منه مرارًا في تلك المساحة، من أن إسرائيل بمساعدة أصدقائها السياسيين لديها خطة محددة المعالم للتغلغل في العالم العربي.. خسئت ولعن الله كل من خان ومن يفكر في بيع أمته وعروبته.
القمة أنتهت مساء السبت الماضي ببيان يضاف لسابقيه على مدى عقود – خالي الدسم – اللهم إلا كلمة مصر التي حفظت لعروبتنا ماء الوجه، وشددت على أن فلسطين ستبقى عربية ولو كره الحاقدون، ووضعت خريطة طريق للمجتمع الدولي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بصورة تحفظ للأشقاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لم ترتدع إسرائيل من بيان قمتنا المجيدة، ولم يرتفع صياحها استنجادا بأمريكا والغرب خوفا من الصقور وزئير الأسود والنمور نصرة لإخوانهم في فلسطين، ودرءا للمخاطر عنهم وتصديا لحرب الإبادة التي يتعرضون لها في محارق الهولوكوست النازي الإسرائيلي.. بل زادت أصوات مدافعها جوا وبرا وبحرا، وارتفعت رغبتها المتعطشة إلى المزيد من الدماء، وشراستها في عمليات القتل العشوائي واصطياد أرواح الأبرياء من المدنيين العزل وقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد.
لم يتوقف مسلسل بحور الدم عند هذا الحد، بل إن إسرائيل ظهر لها أنياب جديدة بدأت تكشف عنها دون خوف أو خجل وهددت باجتياح لبنان وتحويل بيروت إلى «غزة ثانية»!!
وزير الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، هدد خلال جولته على الجبهة الشمالية مع حدود لبنان أنه لن يتوانى في الاجتياح، وشنت قواته أول غارة في العمق اللبناني في منطقة الزهراني على بعد 40 كيلومتر عن الحدود مع فلسطين المحتلة.
باختصار.. طريقة إسرائيل في الاجتياح تبدأ بالزعم ثم التلفيق ثم اقناع العالم بأنها في حالة دفاع عن نفسها ثم المداهمة المفتوحة على طريقة إحراق الأرض بمباركة أصدقائها، لتتسع دائرة الصراع عبر الحدود من دولة لأخري في طريق المستحيل إلى الحلم المزعوم.
وبمناسبة الهوان العربي، أين مجلس الدفاع العربي المشترك الذي أنشأ بموجب شروط المعاهدة المبرمة عام 1950 لصيانة الأمن القومي العربي بهدف تنسيق دفاع مشترك للدول الأعضاء في الجامعة العربية، والذي مازال ساريا حتى الآن، ولم يستخدم كما يجب في مواجهة الصراعات التي شهدتها المنطقة.
إعادة تفعيل الاتفاقية ضرورة بالغة الأهمية، حيث أنها تنص على أنه «في حالة حدوث أي اعتداء على بلد عربي فجميع الدول العربية ملتزمة بمساعدة هذا البلد بكل الوسائل بما فيها الوسائل العسكرية».
وتبقى كلمة.. إسرائيل عقدت النية ولا يمنعها عن التوغل الكامل في غزة إلا مشكلة الأسرى والتي إذا تمكنت من حلها فلن يعوقها الشجب والتنديد عن تصفية القضية الفلسطينية وبعدها لبنان حيث لم يتوارى الاحتلال خجلا في الإعلان عن خبث نواياه على الملأ، لتنفرط حبات العقد العربي واحدة تلو الأخرى.. أفيقوا من غفوتكم يرحمكم الله فلم يبق إلا الحجر لينطق.