
استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأربعاء، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، أبرز الأنشطة على مدار الأسبوعين الماضيين.
وأضاف: أبدأ حديثي بالزيارة التي أعتبرها زيارة مهمة وتاريخية، وهي زيارة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية لمصر على مدار ثلاثة أيام، وهذه الزيارة تأتي في فترة شديدة الأهمية والحساسية، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في شتي المجالات.
وتابع رئيس الوزراء قائلاً: تابعتم جميعًا الزيارة التي بدأت في يومها الأول بمجرد الوصول بزيارة المتحف المصري الكبير، ثم لقاء فخامة الرئيس الفرنسي بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في جولة بمنطقة خان الخليلي، واتوقف عند هذه الجولة لتأكيد تقديرنا الشديد جدًا لالتفاف الشعب المصري والمواطنين المصريين حول قيادتهم السياسية، ومعرفتهم وإدراكهم ووعيهم بحجم التحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن والمنطقة والظروف التي نمر بها، وبالتالي الرسائل التي خرجت عن هذه الزيارة كانت شديدة الإيجابية، عكست مدى تلقائية المواطنين ووعيهم وترحيبهم الشديد بتواجد فخامة السيد الرئيس وضيفه الكريم بينهم.
وقال رئيس الوزراء: كان اليوم الثاني هو يوم الزيارة الرسمية، وتابعتم حصاد هذه الزيارة المهمة جدًا، في توقيع اتفاق مهم لترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوي الشراكة الاستراتيجية، وكان هناك توقيع لعدد كبير من المشروعات الثنائية في مجالات مُختلفة، شملت الصحة والتعليم والبنية الأساسية والاقتصاد والطاقة، وكذلك انعقاد منتدى رجال الأعمال المشترك المصري الفرنسي، وزيارة الرئيسين لمحطة عدلي منصور واستقلالهما لمترو الأنفاق بالخط الثالث.
وأردف: من أهم المشروعات التي تم توقيعها في مجال الصحة، كان مشروع معهد “جوستاف روسي” لإنشاء مركز متكامل لعلاج الأورام السرطانية، هذا بالإضافة إلى ملف الجامعات والتآخي بين عدد كبير من الجامعات المصرية والجامعات الفرنسية، وأيضاً المشروع الكبير في منطقة رأس شقير لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي تصل استثماراته إلى أكثر من 7 مليارات يورو.
ولفت إلى أن نفس اليوم شهد انعقاد القمة الثلاثية المصرية الفرنسية الأردنية بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل الأردن، حيث تم التوافق خلال القمة على العديد من محاور التحرك فيما يتعلق بأزمة قطاع غزة، منوها إلى ما شهدته أيضاً هذه القمة من تطابق تام لوجهات نظر الزعماء الثلاثة حول هذه الأزمة، لافتا إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها قادة مصر وفرنسا والأردن مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، للتباحث حول العديد من القضايا التي يشهدها إقليم الشرق الأوسط حالياً.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، خلال حديثه، إلى فعاليات اليوم الثالث والأخير لزيارة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لمصر، والتي تضمنت قيام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بزيارة مشتركة مع الرئيس الفرنسي لمدينة العريش، شملت جولة بمستشفى العريش العام، وكذا مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وكافة الدول الموجهة إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن ذلك إنما يعبر عن الموقف الكبير الذي تقدمه مصر لدعم القضية الفلسطينية والاشقاء في قطاع غزة، والعمل الإنساني المستمر من جانب الدولة المصرية.
وجدد التأكيد على أن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر تأتي في وقت شديد الأهمية، وذلك بالنظر لدورها واعتبارها حليفًا استراتيجيًا لمصر، مُشيراً إلى أن مُختلف مخرجات هذه الزيارة كانت في النطاق والتوجه الإيجابي المأمول في هذا الصدد.
وعن الحدث الاقتصادي الأبرز الذي نشهده خلال هذه الفترة على مستوى العالم، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه يمكن وصف هذا الحدث باختصار بأنه حرب عالمية بكل المقاييس، وهي ليست حربًا عسكرية، بل هي حرب تجارية واقتصادية شاملة، بكل الأسلحة الممكنة في هذا الصدد، لافتاً إلى أن القرارات المتخذة من جانب الإدارة الأمريكية لها العديد من التداعيات على مختلف اقتصاديات العالم، وهو ما أدي إلى قيام العديد من الدول باتخاذ العديد من القرارات للتعامل مع هذه التداعيات، قائلاً:” نشهد عصرًا جديدًا اليوم.. كل الثوابت التي نشأنا عليها خلال السنوات الماضية يتم تدميرها واستبدالها بآليات جديدة، كل هدفها فكرة العولمة وتفكيك التحالفات وتحويلها إلى علاقات ثنائية ومتبادلة.. وكيف تحقق الدول المزيد من المكاسب”.
وأشار رئيس الوزراء، في ذات السياق، إلى تحذيرات الخبراء الدوليين من إمكانية حدوث موجات جديدة من التضخم الكبيرة، التي يصحبها ركود اقتصادي عالمي، لافتاً إلى أن البنك الدولي حذر والعديد من المؤسسات الدولية من تداعيات مثل هذه الأمور، قائلاً: “كنا أمام مشهد مضطرب… عنوانه: ضرورة عمل كل دولة على كيفية الصمود والاستمرار والبقاء في خضم هذه الأوضاع المضطربة، لتجنب المزيد من التداعيات السلبية للأوضاع السائدة”.
وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى ما حدث بشأن انهيار البورصات العالمية، بالإضافة إلى ما شهدته جميع الأسواق العالمية من موجات عارمة من خروج الأموال الساخنة (الاستثمارات الأجنبية) التي تدخل ضمن الأدوات المالية مثل الأذون والسندات، ولم تكن مصر بعيدة عن هذا الأمر، وقد شهدنا على مدار يومي الأحد والاثنين الماضيين حالة خروج بعض الأجانب، ثم تباطأت هذه الحالة أمس واليوم، وهو ما يؤكد أن ما يحدث في مصر هو ما تشهده بالفعل مختلف دول العالم، فلسنا حالة استثنائية، ولذا فقد تعاملنا مع هذا الأمر، من خلال البنك المركزي، عبر السياسة النقدية، وهناك تنسيق تام على مدار اليوم في هذا الشأن، وقد تم تدارك ما حدث على مدار الأيام الماضية.
واستكمل الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، مُؤكدًا أن كل ما يشغلنا كحكومة في هذه الفترة هو الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني، وأن نستمر في النمو بالمعدلات الإيجابية التي نستهدفها للدولة المصرية، ونتجنب بقدر الإمكان الآثار وا