يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القتل والتجويع والتهجير في شمال غزة لإفراغ القطاع من سكانه الفلسطينيين لإعاده احتلاله وإقامة مستوطنات عليه.
وفي هذا الاطار اعتقلت السلطات الإسرائيلية 6 نشطاء على الأقل من اليمين المتطرف وذلك بعد أن اخترقوا الحدود مع قطاع غزة بغية الاستيطان هناك حيث تسلل المتطرفون من نقطة على مقربة من معبر بيت حانون “إيريز” شمالي القطاع ومكثوا في الأراضي الفلسطينية لمدة نصف ساعة.
اليمين المتطرف
وكان قد جرى عقد اجتماع حاشد لنشطاء من اليمين المتطرف الأسبوع الجاري على مقربة من كيبوتس بئيري في منطقة غلاف غزة للمطالبة بإعادة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.
وشارك في ذلك التجمع عدد من الوزراء والنواب من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن حزبي “العظمة اليهودية” و”الصهيونية الدينية”.
وأثار ذلك التجمع غضب رؤساء السلطات المحلية في منطقة غلاف غزة معتبرين أن هدف الحرب في القطاع الفلسطيني ليس الاستيطان مثلما يدعو إليه متطرفو اليمين في إسرائيل.
هزيمة حماس
وكان ضباط إسرائيليون عرفوا عن أنفسهم بـ”منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط” نشروا “خطة لهزيمة حماس” مؤلفة من مرحلتين يتم خلالها تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة والإعلان عن منطقة عسكرية مغلقة وتنفيذ خطة الاستيطان لاحقًا في أنحاء القطاع.
وخلال مؤتمر صحفي في قطر يوم الاربعاء أعاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة وقال: “نحن نرفض ذلك تمامًا كما نرفض إعادة احتلال إسرائيل لغزة وقلت ذلك في طوكيو قبل سنة وهذه كانت سياسة الولايات المتحدة وستظل.. وهذه على حد علمي سياسة الحكومة الإسرائيلية وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء وهو صاحب الكلمة الرسمية في هذا الشأن”.
وتتناول وسائل إعلام إسرائيلية المطالبات بإعادة استيطان قطاع غزة أو أجزاء منه على الأقل مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يرفض الأمر بالمطلق وإنما يرفضه في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.
إستئناف المفاوضات
وعلى صعيد جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التقى وفد أمني مصري رفيع المستوى بوفد من قيادات حركة حماس بالقاهرة لاستعراض الأوضاع الجارية بغزة وسبل تذليل العقبات التي تواجه التهدئة بالقطاع حيث يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المصرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرحب باستعداد مصر لدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة مشيرًا إلى أنه قرر إرسال رئيس الموساد إلى قطر لحشد الدعم لسلسلة من المبادرات على جدول الأعمال بعد اجتماعات في القاهرة التي تقوم بدور الوساطة في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
ووفق بيان لمكتب نتنياهو فإن رئيس الموساد سيتوجه الى الدوحة للقاء رئيس السي آي ايه “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري” مضيفًا أن “الأطراف سيناقشون مختلف الخيارات لاستئناف المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس إثر التطورات الأخيرة”.
من جانبه أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استئناف الاتصالات مع مسؤولي المكتب السياسي لحماس في أعقاب مقتل زعيم الحركة يحيى السنوار مشددًا في الوقت ذاته على أن الطريق إلى التوصل إلى إبرام صفقة لوقف إطلاق النار لايزال “غير واضح” لافتًا إلى أن نجاح هذا الدور يتوقف على الانخراط الإيجابي للطرفين المعنيين.
ورغم هذه التحركات لوقف الحرب على غزة لكن يشوبها عدم الوضوح خصوصًا في ظل حديث بلينكن عن “خيارات مختلفة” لهذه الصفقة المستعصية فيما تحاول مصر دفع مقترح جديد لوقف إطلاق النار لفترة قصيرة مقابل الإفراج عن عدد قليل من المحتجزين.
وقبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ورهانات نتنياهو على مايبدو على التغيير في صناعة القرار في البيت الأبيض لايوجد ما يحمل على الاعتقاد أن الطريق إلى اي اختراق لإنهاء الصراع في غزة سيكون أكثر سهولة في أي وقت وشيك.