
أكدت رشا محسب،خبيرة أسواق المال ، أن انعكاسات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة تصل إلى 100% على الواردات الصينية ستكون محدودة للغاية على البورصة المصرية، مشيرة إلى أن قوة الإصلاحات الاقتصادية والتنويع في مصادر الدخل المحلي سيحدان من أي تأثير سلبي مباشر على السوق.
وقالت محسب إن هذا القرار، الذي أُعلن يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 ردًا على القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، ويدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من نوفمبر المقبل، أثار تراجعات حادة في الأسواق العالمية، لكنه لن يؤثر بشكل ملحوظ على السوق المحلي بفضل صلابة الاقتصاد المصري، مضيفة أن ذلك يحول التقلبات العالمية إلى فرصة جديدة لتعزيز الثقة في الاستثمارات المحلية.
وأضافت أن أي تراجعات طفيفة محتملة في أولى جلسات الأسبوع الجاري ستكون مجرد عمليات جني أرباح طبيعية، يعقبها ارتداد سريع يعكس الأفق الإيجابي للسوق، مؤكدة أن الاقتصاد المصري يمتلك درعًا واقيًا يحميه من الصدمات الخارجية، وأن التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين قد يدفع المستثمرين العالميين نحو الأسواق الناشئة الأكثر استقرارًا مثل مصر.
وأشارت محسب إلى أن الاستقرار الحالي يستند بالأساس إلى رفع وكالة “ستاندرد آند بورز” التصنيف الائتماني لمصر إلى مستوى (B) يوم 10 أكتوبر 2025، وذلك لأول مرة منذ سبع سنوات، مع تأكيد وكالة فيتش على التصنيف نفسه والنظرة المستقبلية المستقرة.
وقالت إن هذه الترقية تعكس نجاح الإصلاحات الهيكلية في دعم النمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، موضحة أنه في ظل التراجعات المتوقعة بالأسواق العالمية بنسبة 2 إلى 3%، فإن هذا التصنيف يشكل درع حماية لقطاعات رئيسية مثل البنوك والعقارات، ويفتح المجال أمام تدفقات رأسمالية جديدة.
وأوضحت أن هدوء الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة يعزز من النظرة الإيجابية للسوق، خاصة مع اقتراب قمة السلام في شرم الشيخ يوم الاثنين 14 أكتوبر الجاري، والتي من المقرر أن يحضرها الرئيس ترامب إلى جانب عدد من القادة الدوليين لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وخطط إعادة الإعمار.
وأوضحت أن هذه القمة لا تقتصر على التهدئة السياسية فحسب، بل تمثل فرصة حقيقية لتعزيز التعاون الإقليمي في مجالي التجارة والسياحة، وهما من الركائز الحيوية الداعمة للاقتصاد المصري، متوقعة أن يرتفع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة تتراوح بين 4 و5% خلال الربع الرابع من العام.
ولفتت محسب إلى أن التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين قد يفرض ضغوطًا قصيرة الأجل على سلاسل التوريد العالمية، ما قد ينعكس جزئيًا على بعض القطاعات المصرية المرتبطة بالتجارة الدولية، إلا أن الإشراف التنظيمي القوي من هيئة الرقابة المالية، إلى جانب الفرص الواعدة في مجالات التصنيع والطاقة المتجددة، سيسهم في تحويل التحديات الراهنة إلى مسارات نمو مستدام.
وختمت محسب تصريحاتها بالإشارة إلى أن البورصة المصرية أنهت الأسبوع الماضي على نغمة إيجابية، حيث سجل مؤشر EGX30 إغلاقًا عند 37,376.90 نقطة يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2025، مرتفعًا بنسبة 0.75% بدعم من الأداء القوي لأسهم قطاعي البنوك والعقارات.
وقالت في ختام حديثها إن هذا الإغلاق يمثل إشارة مبشرة لاستمرار الاتجاه الصعودي للسوق، مع ترقب المستثمرين للانعكاسات الإيجابية المتوقعة من قمة شرم الشيخ القادمة.