حل أزمة ارتفاع أسعار الخبز والأرز والمكرونة.. «انخفاض الدقيق» ينقذ وجبة «المواطن المطحون»

“الخبز والمكرونة والأرز”.. ذلك المثلث الذي لا تخلو وجبات المصريين منه، وخلال الفترة الماضية شهدت مكونات هذا المثلث ارتفاعات كبيرة ليعلو صوت المواطنين بين الحين والآخر بالشكوى من ارتفاع أسعار هذه السلع الأساسية، ولكن مع انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك تفاجأ المواطنون ببادرة أمل بشأن هذه السلع، فقد تراجع سعر الدقيق خلال الأيام الماضية ليسجل سعر الطن 16 ألف جنيه مقابل 18 ألف جنيه بنسبة هبوط 12.5%، وفقًا لما أعلن اتحاد الغرف التجارية.

وبدأ تراجع سعر الدقيق يلقي بظلاله على سلع هذا المثلث “الخبز والمكرونة والأرز”، وكان أول هذه السلع التي أثر تراجع الدقيق عليها سريعًا وشهدت انخفاضًا في الأسواق هي المكرونة، فبسؤال محمود صابر، أحد أصحاب محال العطارة في منطقة العمرانية، قال: إن سعر كيلو المكرونة انخفض ليسجل 26 جنيهًا بعدما كان يتراوح ما بين 28 و30 جنيهًا، وإن سعر الأرز تراجع ليتراوح ما بين 26 إلى 30 جنيه للكيلو بعدما كان قد وصل إلى 33 جنيه للكيلو.

وقال أحمد عتابي، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إن أسعار الدقيق تراجعت بنسبة من 35 إلى 40%، حيث تراجع سعر طن الدقيق إلى 14 و15 ألف جنيه للطن بعدما كان قد وصل إلى 22 و23 ألف جنيه للطن.

ولفت “عتابي”، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، إلى أن أسعار المكرونة انخفضت في الأسواق ولكن نسب الانخفاض تختلف حسب أصنافها، حيث أن المكرونة ليس لها سعر محدد، لافتًا إلى أن السبب في ارتفاع أسعار المكرونة المعبأة عن السائبة هو وجود مدخلات إنتاج للمكرونة المعبأة مثل البلاستيك الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا لأنه يرتبط بأسعار النفط، لذلك تزيد أسعار المكرونة المعبأة عن السائبة، لكن المكرونة كسلعة انخفضت أسعارها، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضًا في الأسعار بنسبة 10% مرة آخرى.

وذكر أنه مع تراجع سعر الدقيق يتراجع سعر المكرونة وكذلك سعر الأرز، متابعًا: “عندما يكون هناك سحب على المكرونة يقلل من استهلاك الأرز، وبمعدل العرض والطلب لابد أن ينخفض سعر الأرز أيضًا، وبالفعل انخفض سعر الأرز ولكن بنسبة ضئيلة هي 10% فقط، فقد انخفض سعر طن الأرز ليصل إلى 29 ألف جنيه بدلًا من 33 ألف جنيه، ومن المتوقع أن ينخفض الأيام المقبلة بنسبة 20%”.

ورغم تراجع أسعار الدقيق، إلا أن سعر الخبز السياحي لم يتأثر وكذلك الفينو، وذلك بسبب الدقيق القديم الذي يتواجد في المخابز بالسعر القديم، فمن جانبه قال حامد علي، صاحب أحد المخابز في منطقة العمرانية: إن سعر رغيف الخبز لديه لم ينخفض رغم تراجع أسعار الدقيق، لأنه قام بشراء طن الدقيق قبل العيد بـ19 ألف جنيه ولم يشتر دقيق منذ ذلك الوقت، لذلك لم يتغير شيئًا في سعر الخبز لديه حتى نفاذ الكمية، لأن البيع بسعر أقل من ذلك سيتسبب في خسارة كبيرة له، موضحًا أنه يقوم ببيع الـ10 أرغفة بـ10 جنيهات ولكن وزن الرغيف قليل، ومع شراء الدقيق بالسعر الجديد وتراجع سعر الطن إلى 16 ألف جنيه، سيقوم ببيع الرغيف بجنيه أيضًا ولكنه سيقوم بزيادة وزن الرغيف.

الأمر ذاته أكده حافظ محمد، صاحب أحد أفران “الفينو”، قائلًا: إن سعر “العيش الفينو” لم ينخفض بسبب الدقيق المتواجد في الفرن، والذي تم شراؤه بالأسعار القديمة للدقيق، موضحًا أن سعر الثمانية أرغفة 10 جنيهات.

في حين أكد عبد الله غراب، رئيس شعبة المخابز، أن الخبز السياحي سوف ينخفض بنسب تتراوح ما بين 20 و25% بعد تراجع أسعار الدقيق الفاخر استخراج 72% في الأسواق.

وأوضح غراب، خلال تصريحات لـ”البورصجية”، أنه تم حساب تكلفة إنتاج الخبز السياحي خلال اجتماع مع وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي لتحديد أوزان وأسعار الخبز السياحي، وأنه تم تحديد سعر الخبز السياحي الـ80 جرام بـ150 قرش، والرغيف الـ40 جرام تم تحديد سعره بـ75 قرش، والـ25 جرام بـ50 قرش، أما “العيش الفينو” فسيكون الرغيف الـ25 جرام بجنيه والـ50 جرام بـ150 قرش.

وأشار إلى أن هذه الأسعار من المقرر أن يتم تطبيقها بداية من هذا الأسبوع، وعلى أصحاب المخابز الالتزام بهذه الأسعار والمواصفات من خلال وضع لافتة كبيرة بها الأسعار على باب المخبز، مضيفًا: “لو عدت رقابة وملقتش الأسعار دي معلنة هيتعمل لصاحب المخبز محضر، والمواطن لو لقى أسعار مخالفة من حقه يبلغ”.