عالم

جهود استثنائية لحماية الحجاج

في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة عالميًا، تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة ومتواصلة لحماية ضيوف الرحمن من مخاطر الاحتباس الحراري، خاصة خلال يوم الوقوف بعرفة، الذي يشهد توافد مئات الآلاف من الحجاج تحت أشعة الشمس المباشرة ولساعات طويلة.

السلطات السعودية، بقيادة وزارة الحج والعمرة، وبدعم من الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة، وضعت حماية الحجاج من الإجهاد الحراري وضربات الشمس ضمن أولوياتها في التخطيط والتنفيذ، وذلك عبر سلسلة من المشاريع الذكية والمستدامة التي تعكس وعيًا بيئيًا متقدّمًا واستعدادًا علميًا لمواجهة تبعات التغير المناخي.

مظلات ومراوح رذاذ لتلطيف الأجواء

من أبرز المشاهد في مشعر عرفات هذا العام، انتشار آلاف المراوح التي تعمل بنظام الرذاذ المائي، والمثبتة في أعمدة الإنارة وعلى امتداد الطرق والمساحات المفتوحة. تعمل هذه المراوح على تخفيض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وتلطيف الجو في المناطق المكتظة بالحجاج.

كما تم توزيع مظلات واقية من الشمس في جميع النقاط الإرشادية، مع حملات توعوية مكثفة تحث الحجاج على استخدامها طوال فترة وجودهم في العراء.

زراعة الأشجار: بنية خضراء للتبريد الطبيعي

ولأن الوقاية تبدأ من الجذور، أطلقت الجهات المختصة مبادرات لزراعة آلاف الأشجار المحلية المقاومة للجفاف في محيط المشاعر، خاصة عرفات. هذه الأشجار، التي تشمل أنواعًا مثل “السدر” و”الغاف”، تلعب دورًا هامًا في خفض درجات الحرارة المحيطة، وتوفير ظل طبيعي ومستدام.

وتهدف هذه الخطوة إلى تحويل المشاعر إلى بيئة أكثر استدامة وصديقة للمناخ على المدى الطويل، ضمن رؤية المملكة 2030 البيئية.

بنية تحتية مقاومة للحرارة

تم تطوير البنية التحتية في مشعر عرفات لتكون أكثر ملاءمة لمواجهة الطقس الحار، من خلال:

تبليط الأرصفة والطرق بمواد عاكسة للحرارة

إنشاء ممرات مظللة للمشاة

تحسين أنظمة الصرف والتبريد الأرضي

توفير نقاط توزيع المياه المبردة في كل الاتجاهات

تجهيز مراكز طبية متخصصة في معالجة ضربات الشمس والإجهاد الحراري على مدار الساعة

تكامل بشري وتقني لحماية الأرواح

لم تقتصر الجهود على البنية التحتية، بل شملت كذلك نشر فرق إسعافية وطبية متحركة مزودة بأجهزة التبريد والإنعاش السريع، إلى جانب تطبيقات ذكية تساعد الحاج على الوصول إلى أقرب نقطة طبية أو مظللة.

كما تم تفعيل غرف عمليات مركزية لمراقبة كثافة الحشود ودرجات الحرارة، والتدخل الفوري عند الحاجة بالتعاون بين الدفاع المدني، والهلال الأحمر، ووزارة الصحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *