أعلنت نقابات المزارعين الفرنسيين، أنها قررت مواصلة التعبئة في اليوم الثامن من التحركات الاحتجاجية وإقامة حواجز على الطرق، معتبرة الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة غير كافية.
ووفقا للنقابات، شارك 72 ألف مزارع الجمعة في التحركات في جميع أنحاء فرنسا التي تسببت بتعطيل بعض الطرق المؤدية إلى باريس بشكل خاص، بحسب وكالة “فرانس برس”.
قرارات الحكومة غير كافية
“غير كافية” و”لم تلب التوقعات”، بهذه العبارات ردت نقابات المزارعين الفرنسيين مساء أمس على الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لصالحهم وقررت مواصلة التعبئة في اليوم الثامن من التحركات الاحتجاجية وإقامة حواجز على الطرق.
وقال أرنو روسو رئيس “الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين” FNSE وهي النقابة التي تمثل أغلبية المزارعين والمتحالفة مع المزارعين الشباب: “ما قيل الليلة لا يهدئ الغضب، يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك”، معتبرا أن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي جابريال أتال “لم تلبّ” كل التوقعات.
الحكومة تلبي المطالب.. ولكن
وأعلن أتال إلغاء “الزيادة في وقود الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق” وأعلن عن تسهيلات إدارية، استجابة لغضب المزارعين.
بذلك، وافق أتال على أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين بإلغاء الزيادة الضريبية، رغم أنها مسجلة في موازنة 2024، على الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق والتي كانت سترفع تدريجيا حتى عام 2030.
كما وعد رئيس الحكومة بتيسير الإجراءات الإدارية معلنا “عشرة تدابير تبسيط فورية”. وأشار على وجه الخصوص إلى “تنظيف مجاري المياه الزراعية” وعن “مهل الاستئناف ضد المشاريع الزراعية”.
فرنسا تعارض توقيع اتفاقية الميركوسور
علاوة على ذلك، أكد أتال أن فرنسا “تعارض التوقيع” على الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية الأعضاء في ميركوسور (السوق المشتركة الجنوبية).
وتتفاوض دول أمريكا اللاتينية مع الاتحاد الأوروبي منذ سنوات على هذه الاتفاقية التي تعثرت بشأن القضايا البيئية ويرفضها المزارعون الفرنسيون بشكل خاص، بسبب خطر المنافسة مع منتجات تلك الدول.
كما دعا أتال إلى التطبيق السليم للقوانين الفرنسية التي تهدف إلى حماية دخل المزارعين في سياق المفاوضات مع المصنعين والمتاجر الكبرى وقال إن الحكومة ستفرض “في الأيام المقبلة عقوبات صارمة” على ثلاث شركات لا تحترم هذه القوانين، ووعد أيضا بتعزيز المراقبة.
مساعدات طارئة سريعة
وأعلن رئيس الوزراء أيضا عن التحرك لتقديم مساعدات طارئة سريعة، لا سيما فيما يتعلق بالمرض النزفي الوبائي الذي يصيب الماشية وزيادة التعويضات للمزارعين.
يأتي الإعلان عن هذه الإجراءات في الوقت الذي يزيد فيه المزارعون الضغط على الحكومة مع تعطيل بعض الطرق المؤدية إلى باريس بشكل خاص الجمعة، وفيما ما زالت بعض الطرق السريعة مغلقة.
وشارك 72 ألف مزارع الجمعة في التحركات في جميع أنحاء فرنسا، وفقا للنقابات.
ماكرون خائف من “سترات صفراء” أخرى
انطلقت احتجاجات المزارعين في فرنسا يوم الخميس الماضي، إذ بدأ المئات منهم بإغلاق الطرق السريعة في جنوب غربي البلاد احتجاجاً على قضايا مثل تخزين المياه والضريبة على وقود الجرارات والتأخير في دفع الإعانات الزراعية ومعايير البيئة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
وتطورت هذه الاحتجاجات ليلة الخميس إلى هجمات على مبانٍ حكومية، وحدث انفجار في مبنى خالٍ تابع لمديرية البيئة في مقاطعة أود (جنوب غرب)، وعُثر على كتابات جدارية تشير إلى جماعة تطلق على نفسها اسم “لجنة العمل الزراعي”، بحسب “فرانس برس”.
وتقلق هذه التحركات الحكومة الفرنسية المعينة مؤخراً لأنها تُعيد إلى الأذهان حركة السترات الصفراء، إذ أفادت بوليتيكو نقلاً عن أحد الوزراء الفرنسيين أن الرئيس ماكرون أعطى تعليماته بإيلاء اهتمام خاص لتحركات المزارعين “خوفًا من تكرار سيناريو السترات الصفراء”.